Laga Soo Guurista Ila Abuurista
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Noocyada
7
ويضع في بداية كل مقالة خطواتها وأقسامها، بداياتها ونهاياتها، نظرة كلية للموضوع في حدس واحد. ثم يأتي التلخيص تفصيلا للجمل كما يفصل المقالة الأولى في عشر جمل، واحدة تلو الأخرى واستنباط النتائج من المقدمات، يفرغ من السابق ليبدأ باللاحق. ثم يعيد تلخيصها للتذكير بها في النهاية. وما يحصيه ابن رشد ليس النتائج بقدر البراهين التي تؤدي إليها والمقدمات التي تقوم عليها هذه البراهين، فما يهم هو مسار الفكر وليس موضوع الفكر، المنهج وليس الموضوع؛ لذلك يعدد البراهين ويصنفها، والبيانات ويفصلها، والشكوك ويحلها. ويتعامل مع وحدات الفكر باعتبارها وحدات براهين وليست موضوعات بل إن كل برهان ينقسم إلى أقسام كما هو الحال في البرهان الهندسي، ويعتمد على أصول، ويستعمل برهان الخلف، «وإذا كان ذلك كذلك فلم يبق إلا الوجود الذي قلناه وذلك ما أردنا بيانه.» إبطال كل الآراء حتى لا يبقى إلا رأي واحد صحيح كما هو الحال في اللاهوت السلبي عند المتكلمين.
8
ويطغى الوافد على الموروث.
9
وبطبيعة الحال يتصدر أرسطو الوافد ثم ثامسطيوس.
10
ومن أفعال أرسطو لا تتجاوز أفعال القول ثلثها. وكلها تقريبا في صيغة المضارع «يقول» أي التعبير عن حقيقة فلسفية وليس تقرير حقيقة ماضية أعلنها أرسطو. وكل الأفعال بعد ذلك أفعال الشعور المعرفي، أنماط الاعتقاد مثل ظن، حد، رسم، قصد، جزم، نسق، استقصى، أطلق، ألزم، تأول، سمى، تعرض، فهم، أصبح، رأى، عبر، وضع، حكى، أوجب، رد، اعتمد، شبه، ذكر، بين. وفي قليل من الاستعمالات يسبق أرسطو حرف الجر.
11
ومعظمها أفعال مثبتة وأقلها منفية مثل «ما فهم» أي التعامل مع أرسطو بالإيجاب وليس بالنفي. ويبين ابن رشد أنواع الأقاويل، «وإنما نسق أرسطو هذه البراهين على جهة الاستظهار.» وابن رشد هو الذي يصف ويحلل ويقرر ثم يستشهد بأرسطو «ولذلك يقول أرسطو.» يلخص القول بل يصف الشيء ثم يستشهد على رؤيته بقول أرسطو. فإذا اجتمع القولان، صح الحكم على الشيء. ويذكر أرسطو باعتباره راويا عن القدماء «أرسطو مؤرخا»، مصدر علم وليس أرسطو فيلسوفا صاحب موقف. فأرسطو أحد مصادر المعرفة بالقدماء. ويراجع ابن رشد موقف أرسطو، ويتحقق من صدق وصفه، وقد يظن أن هذا يوافق «مذهب أرسطو». ويضع التقابل بين قول أرسطو وقوله ويتساءل عن صدقه «فكيف أطلق أرسطو أنه يلزم ...» «أما أنا فإني أقول» يستقصي ابن رشد مدى صدق أقوال أرسطو.
Bog aan la aqoon