Laga soo bilaabo Tarjumaadda ilaa Hal-abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Noocyada
19
ما تم ليس ترجمة حرفية بل نقلا حضاريا، نقل من أثولوجيا إلى الربوبية، والربوبية غير الإلوهية؛ إذ تتضمن الربوبية العناية بالعالم، وهو تصور غير موجود في أثولوجيا. وتثبت مقارنة المخطوطات هذا النقل الحضاري؛ ففي نشرة ديتريصي لا توجد إشارة إلى الله، في حين توجد الإشارة في مخطوطة أخرى،
20
والنص اللاتيني يتبع النص العربي الذي يحيل إلى الله؛ لأنه في نفس الموقف الحضاري، النقل من اليوناني إلى المسيحي. وقد ذكره المؤرخون أيضا منقولا نقلا حضاريا كما هو الحال عند المترجمين، «كتاب القول على الربوبية»، «أثولوجيا الربوبية»، وليس الله لأن الله هو الإله الحق.
21
ويبدأ الميمر العاشر بالربط بين التوحيد والعمل الصالح.
22 (3) عناصر الإشراق
والموضوع الغالب على النص هو النفس، ثم الباري ثم العقل ثم الكواكب ثم النار؛ فالتاسوعات نظرة نفسية للعالم، إشراقية أوغسطينية، ومن النفس يتم الصعود إلى الله، فيتم اكتشاف العقل لفهم الطريق، ثم تأتي الطبيعة بعد ذلك نزولا من الله إلى العالم، ثم يتم الصعود من جديد في الأخرويات إلى بقاء النفس بعد حسابها ثوابا أم عقابا، فهل هذا المسار أفلوطيني أم إسلامي؟ أم إنه المسار الأفلوطيني قد تم إعادة إنتاجه إسلاميا؟ والحقيقة أنه في رءوس المسائل لا توجد بنية متسقة، بل موضوعات متفرقة مثل النفس، والعقل، والله، تتكرر بلا نظام؛ فليس الهدف هو بناء نسق عقلي إشراقي، بل مجرد فيض إشراقي خاصة وأن النسق العقلي، المنطقي الطبيعي، موجود في باقي أعمال أرسطو . ويبدأ الشيخ اليوناني بمختصر وجيز، يضع فيه هذه الرؤية الكلية بكل تفصيلاتها، أسوة بأسلوب التأليف عند المسلمين.
23
البداية بالله كعلة أولى، وكل ما سواه دونه في ذلك الزمان يتحرك إليه بالشوق، وهو يفيض عليه بالعقل. وبتوسط العقل يستمر الفيض إلى النفس الكلية الفلكية، ومن العقل بتوسط النفس يستمر الفيض إلى الطبيعة. والعالم العقلي كله حسن وبهاء، كما يصف القرآن السماء الدنيا المزينة بالمصابيح والثريا. والنفس خالدة روحيا بعد تطهيرها من أدران البدن؛ ففي مقابل حركة النزول، الفيض، هناك حركة الصعود، بصعود النفس الطاهرة إلى الباري الأول. والسؤال إذن هل هذا الشيخ اليوناني الإسلامي؟ هل هذا هو الفيلسوف اليوناني أم الصوفي الإسلامي؟
Bog aan la aqoon