دخلت على وزير الحربية في ديوانه أرملة أحد قواد الترك في حرب اليونان، ومعها صبي يدرج، فقال الوزير للحاجب: يساق، وأغلق الباب.
وأخذ أصحاب المصالح يتوافدون فما فازوا بغير كلمة يساق. وخلا للوزير الجو فراح يبيض ويصفر، كقبرة كليب، وراح الصبي يسرح ويمرح في الديوان. أعجبته أزرار النواقيس فراح يكبس عليها متنقلا من هذا إلى ذاك، وما درى الغر أنه يدعو الناس إلى حضور الرواية ...
جاء مدير ديوان الوزارة، ثم جاء الوكيل، ثم جاء وجاء الرؤساء وتكاثروا على الحاجب ولكنه ظل يقول : يساق.
وأخيرا أقبل أركان الحرب، وهم يحسبون أن ساعة النفير العام قد دنت، ولكنهم صعقوا حين رفس الباب ورأوا أنفسهم أمام صبي يلاعب الأزرار، ووزير يداعب ذات الإزار ... أما أصحاب المصالح ففي الانتظار! وقد قال الشاعر:
ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا
مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
8 / 6 / 51
حول البكالوريا
إذا كنت لا تعرف كيف تحشى «المقانق» فاسأل من يعرفون يقولوا لك: إن لها قمعا تدك به، فتكون كقطائف ابن الرومي المحشوة حشو الموز ... وإذا كنت لم تفهم جيدا فما عليك إلا أن تدخل صف بكالوريا وتتسمع إلى ما يلقيه أستاذ الأدب العربي، أو يمليه ...
أسعدني الحظ منذ أيام، فقرأت بضع عشرة ورقة من موضوعات البكالوريا، فكانت ساعات ضحك قد لا يتيسر مثلها في رواية كشكشية. تلاميذ يهرفون بما سمعوا من معلميهم، فسودوا صفحات يزعمون أنها تبحث في «خصائص الشعر الجاهلي»، وما هي غير حكايات ملمومة من هنا وهناك وهنالك، اكتشفها أستاذهم الأثري في مجاهل الكتب وفيافيها وهكذا قالوا لنا كل شيء ما عدا خصائص الشعر الجاهلي.
Bog aan la aqoon