Laga bilaabo Nool ilaa Meyd

Tawfiq Hasan Shartuni d. 1382 AH
64

Laga bilaabo Nool ilaa Meyd

من حي إلى ميت: إلى أخي

Noocyada

كل من يراقب الحياة، ويلاحظ مقدماتها ونتائجها، يرى كل ما في الكون يرتفع في التجدد عن مستواه.

هذه ثمرة العصر الحالي، تفضل ثمار القرون الغابرة بلذاتها ونضوجها، وحيوان اليوم يعلو الحيوان القديم بقوة غريزته ومحافظته على كيانه، والإنسان الحالي يبدو أكثر رقيا وعلما، وأجمل خلقا وخلقا من إنسان العصر الحجري.

قصارى القول: إن الطبيعة مع كل أحيائها تتجدد في الموت، وتكتسب في تجددها قوة وحكمة، وتقدما إلى الأمام.

وهكذا أعتقد - يا أخي - بأنك اكتسبت في الموت حياة جديدة وقوة وحكمة وتقدما.

الرسالة السادسة والعشرون1

ما هي حياة الإنسان على الأرض بالنسبة إلى الأبدية؟ ما هي الأبدية؟

يا أخي:

إن من يبلغ الثمانين من العمر يعد من كبار المعمرين من أبناء الجنس البشري، مع أن هذا الرقم من السنين - الذي يحسبه بنو البشر طويلا، ولا يعيشه إلا القليلون منهم - لا يعد شيئا بالنسبة إلى الأبدية.

إن قياس قطرة الماء إلى البحر أقرب إلى العقل والمنطق من قياس عمر الإنسان إلى الأبدية.

لعمري، يحار العقل البشري - مهما كان رياضيا ثاقبا - حينما يأتي على تحديد الأبدية، بأي شيء يقيسها، وكيف يحددها وهي لا حدود لها؟!

Bog aan la aqoon