Min Caqida Ila Thawra Nubuwwa
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
Noocyada
33
وهناك شبهات أخرى ضد الشفاعة يذكرها القدماء تجمع بين النقل والعقل، ويصعب تفنيدها؛ فروايات الشفاعة معارضة بمثلها، وتضعيفها لا يزيد على تضعيف روايات الشفاعة ذاتها، خاصة وأنها وردت في روايات أخرى تمنع الشفاعة عن قاتل النفس ومدمن الخمر وعاق الوالدين، وهي أمهات الكبائر التي تقضي على الحياة. وتعارض هذه الروايات أخبارا أخرى تسقط الفعل من الحساب، مثل: «من قال لا إله إلا الله دخل الجنة.» أو: «وإن زنى، وإن سرق.» أو «وإن قتل وشرب الخمر رغم أنف أبي ذر.» وهو ما يعارض أيضا روح الوحي وأصل العدل. وإذا كان العمل جزءا من الإيمان، فكيف تتم الشفاعة فيمن لا عمل له؛ أي لا إيمان له؟ وكيف تكون الشفاعة لكل مؤمن وإن لم يكن له عمل؟ إن فصل الإيمان عن العمل، وإخراج العمل عن الإيمان، إغراء على إتيان المعاصي، ودافع على ارتكاب الذنوب. ليس الظلم هو الشرك والكفر النظري، بل هو الظلم العملي؛ ظلم الأفعال:
الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم . ولا شفاعة تنفع الكافر لأجل أعماله، وليس لأجل نظره. وإن إخراج العذاب من أصل الإيمان والتوحيد وجعله في الكفار وحدهم مجرد نرجسية؛ حبا للذات وعداوة للآخر.
34
والحقيقة أن آيات الشفاعة تشير إلى النفي أكثر مما تشير إلى الإثبات؛
35
فالشفاعة لله وحده، وليس لدونه أية شفاعة.
36
وفي حال الإثبات لغيره تكون مشروطة برضاء الله وبإذنه، أو بعهد اتخذه الله مع الشفيع، أو لمن يشهد بالحق.
37
Bog aan la aqoon