Laga bilaabo Aaminsanaanta ilaa Kacaanka (1): Hordhacyada Nazariyada
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
Noocyada
وهذا المنهج أيضا لا يثبت شيئا لأسباب عديدة منها: أولا: ما الدليل على صحة المقدمتين؟ هنا تبدو مقدمات علم الكلام وكأنها أحكام مسبقة أو بديهيات، فإذا كانت أحكاما مسبقة، فإنه يمكن للخصم رفضها بسهولة، وما دام علم الكلام يقوم على أحكام مسبقة، فإنه لا يكون علما، وإن كانت بديهيات، فالبديهيات ليس لها خصوم. ثانيا: إن النتيجة الثالثة التي تلزم من المقدمتين إن سلم بها الخصم لا تكون نتيجة؛ لأنها متضمنة في إحدى المقدمتين أو في كلتيهما؛ ومن ثم لا يكون علم الكلام علما منتجا؛ لأنه مبني على قياسات غير منتجة، ويكون علما عقيما قائما على قياسات عقيمة، وإن رفضها الخصم فذلك يدل على أن القياس كله لا يؤدي إلى الإقناع. ثالثا: يستطيع الخصم أن يتبع نفس المنهج كما يستطيع أي مجادل اتباعه ؛ إذ يعرض الخصم مقدمتين إذا سلم بهما المتكلم لزمت منهما نتيجة معارضة له، فهو سلاح ذو حدين يمكن استعماله في الحق والباطل معا. (ج)
إثبات استحالة دعوى الخصم؛ لأنها تفضي إلى المحال، وبالتالي تثبت دعوى المتكلم.
17
وهذا المنهج أيضا لا يؤدي إلى شيء؛ لأنه أولا قائم على منهج آخر يثبت به استحالة دعوى الخصم، وثانيا لأن الخصم يستطيع أن يطبق نفس المنهج بإثبات استحالة دعوى المتكلم؛ ومن ثم تثبت دعواه، وتكون النتيجة إثبات دعويين متناقضتين كلتاهما صحيحة جدلا. ثالثا: إن إثبات استحالة دعوى لا تثبت إمكان دعوى أخرى؛ لأن الإثبات بنفي العكس ليس إثباتا بالدليل، بل بوجود الدليل على نفي الضد وليس بوجود دليل على الإثبات.
ومن الممكن صياغة منهج للجدل من خلال المصنفات الكلامية، خاصة الجدلية منها، ويكون ذلك أقرب إلى منطق الكلام منه إلى علم الكلام.
18
وقد استطاع علماء الكلام تأسيس منطق جدلي للدفاع عن النفس وتفنيد حجج الخصوم حتى أصبح علم الكلام كله علما للجدل، فإن لم يبق شيء كمادة للعلم، فعلى الأقل فإن صورة العلم وهو منطق الجدل باقية، لم يترك علماء الكلام رسائل في الجدل مستقلة عن المادة الكلامية، كما أنهم لم يضعوا قواعد للجدل يمكن تطبيقها، ومع ذلك نجد منطق الجدل متناثرا داخل المادة الكلامية يمكن استخلاصه وتصنيفه وتبويبه كنوع من تحليل «المقال» الكلامي ابتداء من «قواعد» الخطاب، ويمكن تصنيف أبواب هذا المنطق في أقسام رئيسية ثلاثة:
19 (أ)
مناهج النقل أو طرق الرواية، ومهمتها نقد النصوص المنقولة، وتحديد مدى صحتها، ونسبة يقينها، خاصة فيما يتعلق بالحديث ويشمل: نقد الرواية وصحة نسبتها إلى المتكلم، مواجهة نص بنص آخر مساو له أو أقوى منه، مقابلة الإجماع على نص بإجماع آخر مساو له أو أقوى منه، الاتفاق مع التصور الديني العام دون اللجوء إلى نص معين، تحريف نقل رواية المتكلم عن قصد من أجل الكذب المتعمد والتشويه، إما بالنقص أو الزيادة أو التحريف بنقل الألفاظ وتبديلها لإفساد المعنى. (ب)
فهم الروايات وتأويل النصوص، فلا يوجد خبر خالص إلا بفهم وتأويل؛ وبالتالي يمكن تصحيح خطأ فهم الخصم وإعطاء الفهم الصحيح، التفرقة بين الجزء والكل وأن ما يقال على الجزء لا يقال على الكل، وما يقال على الكل لا يقال على الجزء، تحديد مستوى التحليل هل هو إلهيات أم طبيعيات أم إنسانيات، التفرقة بين مفهومين ثم الخلط بينهما مثل الاضطرار والطبيعة فكون الأشياء تسير وفقا لطبيعتها لا تعني أن «المؤله» مضطر لمسايرتها، تحويل الموقف الشخصي إلى موقف عام للمذهب، إثبات الفكرة والدفاع عنها، والإبقاء على تعارض وجهات النظر. (ج)
Bog aan la aqoon