Cabdiga ilaa Kacaanka (5): Iimaanka iyo Camalka - Imaamnimada
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Noocyada
61
وإن كل الشبهات التي ألقيت عليه لم تمنع من إجماع الأمة على إمامته، كما أنه يسهل إزالتها؛ فمنعه ميراث النبي إنما يستند إلى النبوة ذاتها، فالأنبياء لا تورث ولا تورث، ما يتركونه صدقة. والخلاف على مبدأ لا يراعى فيه الأشخاص حتى ولو كانوا بنات النبي. وإن كثيرا من الأخبار حول سوء معاملتهم موضوعة، وإن القسوة في محاسبة النفس لدرجة الإحساس بأن هناك شيطانا يعتريها أمر يحتاج الحكام إليه. أما طريقة بيعته فقد كانت فلتة عصمت الأمة من الشقاق والفتنة. ولا يعني ذلك أنها خطأ، بل أكدت الاختيار والبيعة. أما استدراك الأفعال ومراجعة النفس في آخر العمر فهو إحساس بالمسئولية، وتعلم بالتجربة، وليس ضعفا أو خطأ. وعهده إلى الخليفة الثاني اجتهاد منه، وليس خروجا على النبوة وتقليدها. عهد أكده الناس بالبيعة عن قبول ورضا. وإن تأخير جيش لهو اجتهاد قائد في حاجة إليه داخليا قبل الحاجة إليه خارجيا، كما أن عدم توليته بعض الأعمال وتولية آخرين إنما هو اختيار طبقا للقدرات، ولا يدل على أي نقص أو شك. ونقص العلم ليس عيبا، إنما يحتاج الإمام إلى العلم النافع في تسيير أمور الرعية دونما حاجة إلى تفقه وتعمق في الدين يحسنه المتفرغ له. وإن إيقاف الحدود لهو من سلطة الإمام كالتعزير، وإيقاف حد على سيف الله المسلول نصرة للأمة وإيثارا للجهاد على الأفعال الفردية. لم يسم نفسه خليفة، بل سماه الناس كذلك. ولم يستنكره نظرا لأنه كذلك بالمعنى الحرفي قبل أن يتحول اللفظ إلى نظرة شرعية. أما دفنه مع صاحبه فكذلك فعل آخرون إيثارا للصحبة، وليس عصيانا لأمر.
62
وكانت إمامة الخليفة الثاني بعهد من الخليفة الأول تلته البيعة أمام جمع من الشهود. والغلاة وحدهم هم الذين لا يتولون الشيخين.
63
وقد تم الاتفاق على الخليفة الثالث بعد الشورى، وعقدت له البيعة بالرغم من بعض الشبهات حول أفعاله عن خطأ في الاجتهاد.
64
وتمت إمامة الخليفة الرابع عقدا واختيارا بإجماع الأمة. ولما حدث الشقاق، وانفصمت عرى الإجماع، ونصب إمام آخر أقل فضلا من الأول، بدلا عن أن يتنازل الثاني، تحولت البيعة إلى نص كرد فعل على سوء اختيار البشر وتحكم الهوى والمصلحة الفردية.
65
وبعد ذلك تحولت الإمامة إلى ملك عضود إلى حكم وراثي في نسل الإمام دون وراثة الروح.
Bog aan la aqoon