Cabdiga ilaa Kacaanka (5): Iimaanka iyo Camalka - Imaamnimada
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Noocyada
وإن معظم الحجج التي تقدم لاعتبار الإمامة فرعا القصد منها كلها إيهام الناس بأنها أمر صعب لا يمكن أن يعرف، كله تعصب وهوى، عليه خلاف، لا يهم في الدين كما تهم الأركان الخمسة! وهل الخلاف عليها يمنع من كونها أصلا من أصول الدين؟ وأي شيء لم يحدث عليه خلاف، حتى التوحيد والعدل والوعد والوعيد والنبوة والأسماء والأحكام، وهي أصول الدين، قد وقع فيها الخلاف، ولم يمنعها ذلك من أن تكون أصولا للدين؟ وهل الخلاف عليها يقلل من شأنها ولا يجعلها أصلا، والخلاف في الرواية وارد في كل العقائد؟ لذلك وضعت شروط التواتر التي يمكن بواسطتها تأسيس علم يقيني، بالإضافة إلى شواهد الحس وبراهين العقل وحقائق الوجدان، على ما هو معروف في نظرية العلم في المقدمات الأولى. ونظرية العلم منذ البداية تفرق بين العلم ومضادات العلم من شك وجدل وظن وتردد وتعصب وهوى. وكيف لا تكون معلومة بالدين ضرورة والقرآن كله حديث حول الإمام والطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكثير من الموضوعات السياسية؟ وكيف تكون الإمامة غير معلومة في الدين وهي الموضوع الأول الذي اختلفت عليه الأمة، وكان سبب نشأة علم أصول الدين؟ ولماذا تكون أقل من الأركان الخمسة؟ وما قيمة الشهادتين في العبادات دون إمامة أو جهاد في المعاملات؟ إن استبعاد الإمامة مثل استبعاد الجهاد كأحد أركان الدين إنما كان محاولة مقصودة لعدم تسييس الدين، واعتبار السياسة حكرا على السلطة، وإبعاد الجماهير عنها حتى يستأثر بها الحكام. ولماذا لا يكفر منكرها كما يكفر منكر السمعيات وهي موضوعات نظرية خالصة لا تعم بها البلوى؟ وأيهما أولى بالكفر؛ من ينكر الملكين أو عذاب القبر أو الصراط، أو من يقهر المسلمين ويستذلهم ويتسلط عليهم ويستغلهم ويصالح الأعداء؟ وبطبيعة الحال يشوب الموضوع حماس وانفعال؛ فالسياسة ليست فقط علما نظريا فحسب، بل هي ممارسة عملية، وتحزب ومواقف وتعارض مصالح وتصادم قوى؛ فمن الطبيعي أن يسود الهوى في الممارسة، وأن يتدخل في صياغة النظرية. ومع ذلك فإن نظرية العلم قادرة على الفصل بين العلم والهوى، بين اليقين والظن.
8
الإمامة إذن أصل من أصول الدين وأحد أركانه الرئيسية؛ فالإنسان حيوان سياسي بقدر ما هو حيوان عاقل، ولكن هل يعني ذلك أنه لا تفويض للعامة فيها، أو تركها للناس، أو عدم قيامها على المصلحة، وإنما تكون غيبية دينية إلهية تفويضية؟ يبدو أن اعتبار الإمامة مجرد مصلحة فئة وليست مصلحة عامة ولد رد فعل مضاد يجعلها خارج المصلحة كلية. ولدت الذاتية النسبية أسطورة غيبية مع أن المصلحة العامة أساس موضوعي تقدم عليه الإمامة؛ ومن ثم ينقلب الموقفان إلى هوى وهوى مضاد، إلى ذاتية وذاتية مضادة، ويغيب الأساس المصلحي العام، وهو الأساس الوحيد للسياسة.
9
ومع ذلك تظهر الإمامة كأنها أصل خاص داخل الشق العقائدي للفرق المختلفة سواء دون نظام، مجرد أصل، أو كأصل في نظام مرتب، الأصل الرابع أو الخامس أو السادس أو الثاني عشر. وهنا يكون الأصل والموضوع والركن والعقيدة بمعنى واحد.
10
قد تدخل المسألة كإحدى مسائل السمع والعقل كأصل رابع يتم طبقا لها تصنيف الفرق مع الصفات والتوحيد، والقدر والعدل، والوعد والوعيد، وهو السمع والعقل؛ أي إنها مسألة تتراوح بين النقل والعقل ، وليست نقلا خالصا عاريا عن العقل.
11
وقد تدخل الإمامة تحت الأصل الخامس «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
12
Bog aan la aqoon