Cabdiga ilaa Kacaanka (5): Iimaanka iyo Camalka - Imaamnimada
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Noocyada
75 (3-3) النظر والعمل (الأسماء والأحكام)
ويبدو أن التكفير العقائدي النظري في أصلي التوحيد والعدل كان الغرض منه استبعادا عمليا لفرق المعارضة. فإذا وقع التكفير في الموضوعات العقلية الأربعة، الذات والصفات وخلق الأفعال والعقل والنقل، فإنه لم يقع إلا في موضوعين سمعيين، النبوة والمعاد، دون الإيمان والعمل والإمامة، مع أن هذين الموضوعين هما بيت القصيد. النبوة والمعاد يشيران إلى التاريخ العام، في حين أن النظر والعمل والإمامة تشير إلى التاريخ المتحقق. والقصد كله هو تكفير العمل الفردي والعمل الجماعي. الأول متمثل في الفعل، والثاني في الثورة. القصد من الأول إخراج العمل من الإيمان حتى لا يتم تكفير السلطان، والثاني الغرض منه الطاعة لأولي الأمر حتى لا يقع الخروج عليهم. العمليات إذن هي الغاية من التكفير تحت غطاء النظريات.
76
ففي موضوع الإيمان والعمل من الطبيعي أن يتحول الإيمان في جماعات الاضطهاد إلى ثنائية متصارعة بين النور والظلمة في نسيج أسطوري. الإيمان نور، والكفر ظلمة. والإيمان للمضطهدين، والكفر للبغاة. الإيمان هو نور الكون وحلو المياه، والكفر ظلمة الأشياء وملوحة البحار. وإذا كان الإيمان قديما في عهد الذر حيث شهد الخلق على أنفسهم بالإيمان بقولهم «بلى» في عهد «ألست»، فهو باق في الجميع إلا المرتدين. وإذا كان إيمان المنافق مثل إيمان الأنبياء، فذلك للضيق بالجميع وفقدان القدرة على الحكم، والانتهاء إلى التناقض والعدمية في كل شيء.
77
وكان من الطبيعي استحلال المحرمات في مجتمع الاضطهاد، في عالم كفر بالقوانين والشرائع، يجعل الظلم دولة، والحق سجنا، والعدل استشهادا. وإذا سقطت الشرائع فإن ذلك دفاع عن النفس ضد الآخر، فالشرائع تطبقها دولة الظلم ويرفضها مجتمع الاضطهاد، يكفي فهمها حتى تسقط كما هو الحال عند الحكماء والصوفية. وإذا كانت جماعة الاضطهاد هي أقلية مضادة، فإن إبطال الشرائع يكون هدما لمجتمع الأغلبية، غيره من المجوس، وانتقاما لزوال دولتهم. إن طبيعة المجتمع المغلق تؤدي إلى تكييف القانون طبقا للجماعة، فتجوز شهادة الزور على المخالفين، واستباحة المحرمات فيما بينهم؛ فالحلال والحرام طبقا لنوع المجتمعات مغلقة أو مفتوحة، ولنوع نظم الحكم قاهرة أو معارضة؛ فالحلال والحرام وسيلة السلطة للضبط الاجتماعي، كما أن الإباحة وسيلة المعارضة لزعزعة أركان النظام.
78
وما العيب في استقطاب الناس وتجنيد الجماهير ونشر الدعوة وبث روح المعارضة من أجل القضاء على حكم الظلم والطغيان؟ وإذا كانت الدولة صاحبة فتوح باسم الدعوة، فإن الثورة صاحبة الحق. وإن تجنيد الناس في الثورة عن طريق الإقناع الفردي لهي وسيلة للانقضاض على النظام من الداخل عن طريق خلق فراغات فيه، وتكوين بؤر ثورية من داخله، حتى يقوم النظام كله على فراغ، فينهار لانحسار أمته وفقده مساندتها له.
79
ولا يتم فقط تكفير مجتمع الاضطهاد المغلق لإسقاطه الشرائع كلية، بل يتم أيضا تكفير مجتمع المعارضة المفتوح.
Bog aan la aqoon