277

Ka Mid Ah Suugaanta Masrixiyada Giriiga

من الأدب التمثيلي اليوناني

Noocyada

سأنبئك بما يقلقني بعد أن لم يبق لي إلا هذا الأمل الوحيد، وإلى من أتحدث في حرية وصراحة إذا لم أتحدث إليك؟ وقد اضطررت إلى هذا الموقف الحرج (صمت) .

إن أبي هو بوليبيوس ملك كورنت، وأمي ميروبا دورية الأصل، وكنت أعظم الناس خطرا في المدينة، ولكن حادثا وقع مصادفة وكان خليقا أن يدعوني إلى التفكير فيه، لا أن يملك علي أمري كله كما حدث بالفعل، أهانني رجل في بعض مجامع اللهو، وكان قد أسرف في الشرب حتى سكر فزعم أني لم أولد لرشدة،

7

فأثارني ذلك حتى أنفقت اليوم كله لا أكاد أملك نفسي.

فلما كان الغد لقيت أبي وأمي وجعلت أسألهما، فيثور في نفسيهما السخط على من وجه إلي هذه الإهانة، ويسرني ذلك منهما، ولكن تلك الكلمة كانت تنغص علي كل شيء؛ لأنها كانت قد نفذت إلى أعماق نفسي، فأذهب إلى دلف على غير علم من أمي وأبي، فلما سألت أپولون ردني بغير جواب، ولكنه أعلن إلي في وضوح كوارث أخرى، كوارث بغيضة لا تطاق.

أنبأني بأن القدر قد كتب علي أن أتزوج أمي، وأن أترك في الناس ذرية ممقوتة، وأن أكون قاتل الذي منحني الحياة، فأتحول عن المدينة التي يقيم فيها أبواي مستشيرا نجوم السماء فيما أسلك من طريق، مقدرا أني سأنفي نفسي إلى مكان لا يتاح فيه لهذه النبوءات البغيضة أن تتحقق.

وما أزال أمضي أمامي حتى أبلغ المكان الذي تنبئينني بأن الملك قد قتل فيه، وسأنبئك بالحق كله أيتها المرأة، كنت ماضيا في طريقي فلما قاربت المكان ذا الشعب الثلاث رأيت عجلة يقودها مناد وعليها رجل كالذي وصفته لي وكانت العجلة تدنو مني. فيدفعني قائد العجلة ويدفعني الشيخ أيضا في عنف لينحياني عن الطريق، فأثور وأضرب القائد الذي نحاني، وإذا الشيخ ينتظر حتى أحاذي العجلة ثم يرفع سوطه المزدوج ويهوي به على رأسي.

وقد أدى ثمن هذه الضربة غاليا، فما هي إلا أن أصب على رأسه عصاي بهذه اليد التي ترين فيهوي صريعا، وأقتل كل الذين كانوا معه، فإذا كان هذا الرجل الغريب الذي قتلته متصلا على نحو ما بلايوس فأي الناس أشد مني شقاء؟ وأي الناس أشد مني مقتا عند الآلهة، ليس لأحد من سكان هذه المدينة سواء أكان غريبا أم مواطنا أن يتلقاني في داره، يجب عليهم جميعا أن ينبذوني نبذا، والشر كل الشر أني أنا الذي استنزل على نفسه هذه اللعنة لم يستنزلها علي أحد غيري.

إني أدنس زوج هذا القتيل حين أضمها بين ذراعي؛ لأن ذراعي هما اللتان قتلتا زوجها. ألست بائسا، ألست دنسا إلى أقصى غايات الدنس؟ إذا وجب علي أن أنفي نفسي وإذا حرم علي بعد ذلك أن أرى أهلي وأن تطأ قدمي أرض الوطن، فإن فعلت كنت معرضا لأن أتخذ أمي لي زوجا، وأقتل أبي بوليبيوس وهو الذي منحني الحياة، ونشأني حتى نموت.

وأي الناس يستطيع أن يدافع عني حين يعلم أن هذا كله قد وقع مني بقضاء من إله قاس؟ كلا، كلا، إني أعوذ بجلال الآلهة المقدس من أن تطلع علي شمس لذلك اليوم الذي أقترف فيه هذه الآثام، لأمحق محقا ولأمح من الأرض محوا قبل أن أجني ثمرها البغيض.

Bog aan la aqoon