خمسة وسبعون سنتيما؛ لأنها استعملت في الحديث كلمة أخذتها من المعجم.
فالنتين :
ما أكثر ما تألمت دون أن أشكو، لأعودن إلى أهلي (ثم تخرج مسرعة) .
المنظر الثالث
ترييل وحده
ولا بأس بالإعراض عن هذا المنظر، فقد عاد الكاتب إلى ما كان فيه أول القصة من الكتابة والإملاء على نفسه.
المنظر الرابع
ولا بد من تلخيص هذا المشهد اجتنابا للإطالة، وتستطيع أنت أن تقرأه إن شئت. فهذه فالنتين تمر في طريقها إلى الباب فتلقي إلى زوجها كلمة الوداع، ويرد عليها معرضا عنها، ولكنها تتلكأ تسأله أليس يريد أن يقول لها شيئا؟ فإذا أجابها سلبا، ألقت إليه كلمة الوداع مرة أخرى ورد عليها معرضا عنها كذلك. وما تزال تتلكأ وما يزال هو يعرض عنها حتى يضطرها إلى الخروج. ولكنها لا تكاد تتجاوز الباب حتى تعود إليه فتتعلق به وتسأله أن يؤدي إليها هذا المقدار الذي اقتطعه منها، فإذا أبى ألحت، وينتهي الإلحاح بها إلى التوسل ثم إلى التضرع والاستعطاف، ثم إلى أن تقبل منه اقتطاع هذا المقدار، ولكن في الشهر المقبل لأنها محتاجة إليه اليوم.
ويفهم هو، بل يرى، من حديثها ومن شكلها أنها محتاجة إلى هذا المقدار حقا، فإذا سألها عن ذلك واستوثقت من أنه لن يشق عليها في الغضب والعقاب، اعترفت له بأنها قد اشترت المصباح الذي كان يأباه عليها، واشترته نسيئة وكتبت صكا بالدين وزورت إمضاء زوجها ليقبل البائع منها هذا الصك. ولا يقف أمرها عند هذا الحد، فلم تكد تعود بالمصباح إلى بيتها حتى وجدته محطما. فإذا قصت على زوجها هذا كله مستخذية خجلة باكية رق لها وعطف عليها، ولكنه مع ذلك يتكلف الجد والغضب، ثم ينتهي برد المقدار الذي كان اقتطعه منها، فترضى وتطلب مثله، فإذا سألها دهشا: لماذا؟ أجابته بأنها قد أخذت حقها وبقي عليه أداء الدين. هنالك يفقد ما يتكلف من الجد ويلقي السلاح ويعدها بأن يؤدي هذا الدين بنفسه.
وأمام هذا الوعد تدهش فالنتين وتنظر إلى زوجها نظرة يملؤها العجب كأنها تستكشفه لأول مرة، ثم تعرب عن هذا الاستكشاف بهذه الجملة: «حقا إنك زوج كريم.» وإذا هي بين ذراعي زوجها نادمة معتذرة ملاطفة، قد وضعت رأسها على كتفه وهو يقول جملة يونانية معناها: رأس جميل، ولكن فيه عقلا صغيرا. فإذا سمعت هذه اللغة الغريبة سألته عما يقول، فينبئها بأنه يقول كلاما يونانيا، فتظهر ما أخفت من الإعجاب به، ثم تنصرف عنه ويخلو الفتى إلى نفسه لحظة، ثم يعود إلى ما كان فيه من الكتابة فيحصي أسطره، حتى إذا انتهى من الإحصاء رأى أنه قد بلغ ما يكفي لحاجة الصحيفة، فيكتب هذه الكلمة التي يمليها على نفسه بصوت مسموع: «يتبع».
Bog aan la aqoon