السبب الثاني: كتابته كل ما يسمع
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: كنت أطوف أنا وابن شهاب، ومع ابن شهاب الألواح والصحف.
قال: وكنا نضحك به.
وفي رواية: كنا نكتب الحلال والحرام، وكان ابن شهاب يكتب كل ما سمع، فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس.
وعن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: كان ابن شهاب يختلف إلى الأعرج، وكان الأعرج يكتب المصاحف فيسأله عن الحديث، ثم يأخذ قطعة ورقة، فيكتب فيها ثم يتحفظ، فإذا حفظ الحديث مزق الرقعة.
وعن صالح بن كيسان قال: كنت أطلب العلم أنا والزهري، قال: فقال: نكتب السنن، قال: فكتبنا ما جاء عن النبي ﷺ، ثم قال: تعال نكتب ما جاء عن الصحابة.
قال: فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت.
أي: لم يقتصر على كتابة الأحاديث المرفوعة، ولكنه كتب أيضًا الوارد عن الصحابة.
6 / 7