لظالم. وهذه ثلاث معاص، وقد قال ﷺ: (إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق) (١٧).
وفي خبر آخر: (من أكرم فاسقا فقد أعان على هدم الإسلام) (١٨) فإن جاوز ذلك إلى التصديق له فيما يقول، والتزكية على ما يعمل، كان عاصيا بالتصديق وبالإعانة. فإن التزكية، والثناء إعانة على المعصية وتحريك للرغبة فيها كما أن التكذيب والمذمة والتقبيح زجر عنه وتضعيف لدواعيه. والإعانة على المعصية معصية ولو بشطر كلمة. وقد سئل سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في برية: هل يسقى شربة ماء؟ فقال: (لا. دعه يموت فإن ذلك إعانة له). وأيضا فلا يسلم من فساد يتطرق إلى قلبه فإنه ينظر إلى توسعه في النعمة ويزدري نعمة الله عليه ويكون مقتحما نهي رسول الله ﷺ حيث قال: (يا معشر المهاجرين لا تدخلوا على أهل الدنيا فإنها مسخطة للرزق) (١٩). وهذا مع ما فيه من اقتداء غيره في الدخول، ومن تكثير سواد الظلمة بنفسه وتحميله إياهم إن كان
ممن به وكل ذلك إما مكروهات أو
_________
(١٧) حديث ضعيف. أخرجه ابن أبي الدنيا (٢٢٨)، (٢٢٩) في الصمت، من حديث أنس، وابن عدي (٥/ ١٩١٧) في الكامل من حديث بريدة، وانظر الكلام علي رجاله في السلسلة الضعيفة (١٣٩٩).
(١٨) حديث ضعيف. قال العراقي (٢/ ٨٨) في الكشف. غريب بهذا اللفظ والمعروف "من وقر صاحب بدعة" الحديث أخرجه ابن عدي من حديث عائشة، والطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الحلية من حديث عبد الله بن بسر بأسانيد ضعيفة وقال ابن الجوزي: كلها موضوعة. انظر الكامل (٢/ ٤٩٨)، (٢/ ٧٣٦) لابن عدي، والحلية (٥/ ٢١٨) لأبي نعيم.
قلت: انظر الكلام عليه في: تذكرة الموضوعات (١٦)، والموضوعات (١/ ٢٧٠) لابن الجوزي، وتنزيه الشريعة (١/ ٣١٤)، اللآلي المصنوعة (١/ ١٣٠).
(١٩) حديث ضعيف جدًا. أخرجه الحاكم (٤/ ٣١٢) وقد سقط سنده، والعقيلي (٣/ ٣٢٧) في الضعفاء، وابن عدي (٥/ ١٧٣١) في الكامل، وانظر الكلام على رجاله في: الميزان (٥٩٨٧)، اللسان (٤/ ٧٦٢)، كشف الخفاء (١/ ١٨٥).
1 / 61