٦٣ - وأخرج أبو الحسن بن فهر في كتاب (فضائل مالك)، عن عبد الله بن رافع وغيره قال: قدم هارون الرشيد المدينة، فوجه البرمكي إلى مالك، وقال له: احمل إليّ الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك). فقال للبرمكي: (أقرئه السلام وقل له: إن العلم يزار ولا يزور) فرجع البرمكي إلى هارون الرشيد، فقال له: يا أمير المؤمنين! يبلغ أهل العراق أنك وجهت إلى مالك في أمر فخالفك! أعزم عليه حتى يأتيك. فأرسل إليه فقال: قل له يا أمير المؤمنين لا تكن أول من وضع العلم فيضيعك الله.
٦٤ - وقال عمار في تاريخه عن ابن منير: أن سلطان بخاري، بعث إلى محمد بن إسماعيل البخاري يقول: احمل إليّ كتاب (الجامع) و(التاريخ) لأسمع منك. فقال البخاري لرسوله: (قل له أنا لا أذل العلم، ولا آتي أبواب السلاطين فإن كانت لك حاجة إلى شيء منه، فلتحضرني في مسجدي أو في داري) (٣٥).
٦٥ - وقال نعيم بن الهيصم في جزئه المشهور: (أخبرنا خلف بن تميم عن أبي همام الكلاعي، عن الحسن أنه مر ببعض القراء على بعض أبواب السلاطين، فقال: أقرحتم جباهكم، وفرطحتم نعالكم، وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم؟! أما إنكم، لو جلستم في بيوتكم لكان خيرا لكم، تفرقوا فرق الله بين أعضائكم) (٣٦).
_________
(٣٥) أخرجه الخطيب (٢/ ٣٣) في تاريخه، والمزي في تهذيب الكمال (٣٣٨)، وأورده السبكي (٢/ ٢٣٢ - ٢٣٣) في طبقاته، والذهبي (١٢/ ٤٦٤) في السير، وانظر: مقدمة فتح الباري (ص/٤٩٤).
(٣٦) أخرجه أبو نعيم (٢/ ١٥٠ - ١٥١) في اللية من طريق أحمد بن زيادة عن عصمة بن سليمان الحراني عن فضيل بن جعفر عن الحسن به.
* أورده ابن الجوزي (٣/ ٢٣٦) في صفة الصفوة. وفي هامش النسخة: حمائمكم: موضع السجود، وفرطحتم: وسعتم.
1 / 47