Milestones of Usul al-Fiqh Among Ahl al-Sunnah wa al-Jama'ah

Mohammed Hussein al-Jizani d. Unknown
89

Milestones of Usul al-Fiqh Among Ahl al-Sunnah wa al-Jama'ah

معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة

Daabacaha

دار ابن الجوزي

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٧ هـ

Noocyada

الأقيسة العقلية، فمن ذلك إثبات التوحيد بقوله تعالى: ﴿هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ [لقمان: ١١]، وإثبات النبوة بقوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [يونس: ١٦]، وإثبات البعث بقوله تعالى: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [يس: ٧٩] . والناس في الأدلة العقلية التي بينها القرآن وأرشد إليها الرسول ﷺ على طرفين (١): فمنهم من يذهل عن هذه الأدلة ويقدح في الأدلة العقلية مطلقًا؛ لأنه قد صار في ذهنه أنها هي الكلام المبتدع الذي أحدثه المتكلمون. ومنهم من يعرض عن تدبر القرآن وطلب الدلائل اليقينية العقلية منه؛ لأنه قد صار في ذهنه أن القرآن إنما يدل بطريق الخبر فقط. والذي عليه أهل العلم والإيمان (٢): أن الأدلة العقلية التي بينها الله ورسوله ﷺ أجل الأدلة العقلية وأكملها وأفضلها. هـ- أن العقل لا يمكن أن يعارض الكتاب والسنة، فالعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح أبدًا، فلا يصح أن يقال: إن العقل يخالف النقل، ومن ادعى ذلك فلا يخلو من أمور (٣): أولها: أن ما ظنه معقولًا ليس معقولًا، بل هو شبهات توهم أنه عقل صريح وليس كذلك. ثانيها: أن ما ظنه سمعًا ليس سمعًا صحيحًا مقبولًا، إما لعدم صحة نسبته، أو لعدم فهم المراد منه على الوجه الصحيح. ثالثها: أنه لم يفرق بين ما يحيله العقل وما لا يدركه، فإن الشرع يأتي بما يعجز العقل عن إدراكه، لكنه لا يأتي بما يعلم العقل امتناعه.

(١) انظر: "مجموع الفتاوى" (١٣/١٣٧، ١٣٨) . (٢) انظر: "درء التعارض" (١/٢٨)، و"مجموع الفتاوى" (١٣/١٣٧) . (٣) انظر: "درء التعارض" (١/٧٨، ١٩٤)، و"مجموع الفتاوى" (٣/٣٣٩)، و"الصواعق المرسلة" (٢/٤٥٩) .

1 / 97