فلما كان للنحسين قران في هذا الوقت في الموضع الدال على العراق من السرطان وكان الكوكب المبتز على العراق الذي هو المشتري ساقطا عن مناظرتهم دل ذلك على فساد ملك فارس وعلى ظهور العرب وكان المبتز على بيت القمر المعين للدولة الزهرة لأنها صاحبة بيت القمر فنقل القمر الملك ودفعه إلى الزهرة لأنه كان في حظوظها وكان متصلا بها من حيث تقبله ولم يكن المشتري مناظرا لموضع المزاج ولو نظر لكان ينقص شرهما وكانت الزهرة في برج شرفها في المكان التاسع الدال على الدين وهي دليلة العرب بالطبع فأعطتهم الملك ونقلته إليهم وإلى أرضهم لابتزازها على المكان الدال من برج العقرب على العرب وذلك من سبع درجات إلى إحدى عشرة درجة منه لأن مقدار كمية هذه الدرج من برج العقرب حد الزهرة ولأنها كانت في المكان التاسع الدال على الدين دلت على أن ظهورهم إنما يكون بأسباب الدين وكان الذي بقي للزهرة في برجها الذي هي حالة فيه إحدى عشرة درجة وثلاثا وثلثين دقيقة فكان ذلك دليلا أن الملك يلبث فيها بقدر ما بقي للزهرة في برجها من الدرج والدقائق لكل دقيقة سنة تكون جملة ذلك ستمائة وثلاثا وتسعين سنة وكان قتل ملك فارس على رأس أربعة وسبعين شهرا وذلك أن القمر كان في ستة أجزاء من الثور وكان اقتران النحسين في عشرين جزءا من السرطان وكان مقدارالقوس التي بينهما أربعة وسبعين جزءا ولأن التسيير كان من برج ثابت لدى برج منقلب جعل لكل جزء شهرا وكان هلاك ملك أهل فارس بعد ذلك بعشرين سنة لأن القران كان في عشرين جزءا من السرطان وكانا في وتد من أوتاد الطالع فدلا على السنين
Bogga 126