129

الفصل الرابع في كيفية معرفة دلائل الزهرة على مثل ذلك

وإذ قد قدمنا في الفصل الثالث من دلائل المريخ وما يختص به الشمس من الدلالة على الانفراد فلنذكر في هذا الفصل ذكر دلائل الزهرة على مثل ذلك

فنقول إنه إذا كانت لها الدلائل التي وصفنا وكانت مختصة بها على النوع الإنسي دل ذلك على ظهور جودة السياسة والتدبير وحسن المذهب في أمور الدين وموت بعض العظماء وسيما من أهل بابل وعلى تظاهر الولاة وارتفاع المراتب وكثرة إكرام الناس بعضهم بعضا و ظهور السرور وصلاح أمر التزويج وكثرة الأولاد وربما طلق الرجال نسائهم وأسقطن العذارى من الفجور ويكثر الحسد وضرر الأبدان وإن كان ذلك على النوع البهيمي الذي يستعمله الناس دل ذلك على كثرتها والانتفاع بها وإن كانت دلالتها على العنصر الأرضي دل ذلك على حسن حال الزرع و الشجر والثمار وإن كانت دلالتها على العنصر المائي دل ذلك على غزارة المياه وسلامة السفن في البحار

وأما دلالتها من جهة ممازجتها لبرج الحمل عند موازاتها له فدال على القحط مع غزارة الأمطار ونفعها وتواتر هبوب الرياح وحسن امتزاج الهواء فإن كان عرضها شماليا دلت على حرارة الهواء وإن كان جنوبيا دلت على شدة البرد وإذا تباعدت بعدها الأكبر دل على تحرك الجيوش وإن كانت راجعة دلت على كثرة الرعود والبروق وشدة البرد وإن كانت تحت الشعاع دلت على همرجة تعرض للناس مع كثرة الأراجيف وإن ظهرت فيه دلت على عز الأساورة وأهل الحرب وقوتهم وكثرة سرور العظماء والأشراف وظهور الخير في العالم وعلى كثرة المياه وزيادة الماء وعلى كون الأنداء والأمطار في الشتاء واعتدال الهواء في القيظ وصلاح أمر الشجر

Bogga 272