الفصل الثاني في كيفية معرفة دلائل المشتري على مثل ذلك
فإذ قد بينا في الفصل الأول معرفة خاصية دلائل زحل على الانفراد إذا كان له الابتزاز على طوالع البوادئ أو كانت له السالخذاهية أو الجاربختارية وعند موازاته لسائر البروج على جهة الامتزاج فلنذكر في هذا الفصل كيفية معرفة خاصية دلائل المشتري على مثل ذلك
فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا وكان مختصا بها على النوع الإنسي دل ذلك على عظم شأن الملوك وعلو أمورهم وكثرة عطاياهم ورفعة مراتبهم واتهامهم لبعض أصحابهم وانتفاعهم بهم لتلك الأسباب مع صلاح حال ملك بابل والعرب وتكون فتنة عظيمة في الروم وهلاك رجل عظيم منهم بأسباب المحابس ووفور بيوت الأموال وخفة المؤونة على أهل البلدان في الخراج واستعمال الناس للصدق في كلامهم وظهور الخير وصحة الأبدان والأنفس وصلاح حال التجار وجودة الكسب والأرباح وكثرة حمل النساء وسيما الذكور وبلوغ المولودين الكمال فإن كان ذلك على النوع البهيمي وسيما الذي يستعمله الناس دل ذلك على كثرته وزيادته ويعرض لما كان منه على ضد ذلك فساد وهلاك وإن كانت دلالته على العنصر الهوائي دل ذلك على كثرة الأمطار وهبوب الرياح ورطوبة الهواء وحسن اعتداله وإن كانت دلالته على العنصر الأرضي دل ذلك على عمرانه مع كثرة الثمار وصلاح الحنطة والشعير وربما وقع اليرقان في الزرع فأفسده وإن كانت دلالته على العنصر المائي دل ذلك على سلامة الركاب في البحر وكثرة مدود الأنهار والسمك
Bogga 240