102

الفصل الثاني عشر في دلائل الحوت على مثل ذلك

فإذ قد قدمنا ما يحتاج إليه فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا دل على أنه يظهر في المدن المستولى عليها النظر في أمر الربوبية مع استعمال النظافة والتفقه في الديانات والتنوق في الأشياء وكثرة استعمال المناكح وانبساط الناس وأنس بعضهم لبعض والثقة والطمأنينة والنسك وصحة المعاملة فيما بينهم وكثرة استعمال الأدب والحيل والمثلة بالناس وتنالهم الأمراض وتكثر ظهور سباع البر والبحر والأمطار والمياه وحفر الأنهار وغرس الأشجار مع كثرة الجواهر المائية كاللؤلؤ ويكون الأغلب عليهم البياض من الألوان وما أشبه ذلك ويعرض لسائر بلدان الدلو وسيما لأهل الكوفة العلل في وقت الربع الربيعي وتكون سنة خصيبة ويقل الطعام بأرض الثور والميزان والعقرب وتفشو الأمراض والعلل والقروح وينال الحبالى ضرر في وقت الولادة مع كثرة العدو في أكثر الآفاق وتكون سنة شديدة وينال الناس فيها الحرب حتى ينتقلوا عن مواضعهم إلى مواضع آخر ويكثر القتال ويكون موت وفزع وأراجيف في أكثر الأقاليم ويدل على كثرة هبوب الرياح الدبورية وكون الأمطار في الربع الربيعي وعلى شدة الحر في الربع الصيفي وتوسط هواء الربع الخريفي وشدة البرد في الربع الشتوي ويصلح الحرث ويكثر الثمار والطعام مع قلة رفع الغلات

Bogga 218