أخبرنا محمد بن حمد بن حامد، أخبرنا علي بن الحسين الموصلي في كتابه، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحارث الأسواني، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عمران المعروف بابن الإمام، أخبرنا عبد الله بن حامد ابن محمود بن ثرثال البزار، قال: قرئ على العباس بن المغيرة الجوهري ببغداد -وأنا حاضر أسمع- حدثنا أبو علي حنبل، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ما رأيت أحدا على حداثة سنه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح، وإني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير ، قال لي ذلك يوم وأنا معه جالس: يا أبا عبد الله، الله الله، إنك لست مثلي ولست مثلك، إن الله ابتلاني فأجبت، فلا يقاس بي، فإنك لست مثلي ولست مثلك، أنت رجل يقتدى بك، وقد مد هذا الخلق أعناقهم إليك، لما يكون منك، فاتق الله واثبت لأمر الله أو نحو هذا من الكلام قال أبو عبد الله: فتعجبت من تقويته ومن موعظته إياي. ثم قال أبو عبد الله: وانظر بما ختم له؛ فلم يزل كذلك ومرض حتى صار إلى بعض الطريق فمات. قال أبو عبد الله: فصليت عليه ودفنته -أظن أبا عبد الله- قال: بعانة.
وسمعت أبا عبد الله يقول: كنت أدعو الله أن لا يريني وجهه يعني المأمون وذلك أنه بلغني عنه أنه يقول: لئن وقعت عيني عليه لأقطعنه إربا إربا. قال أبو عبد الله: فكنت أدعو الله أن لا يريني وجهه، فلما دخلنا طرسوس أقمنا أياما وأنا في ذلك، إذا رجل قد دخل علينا، فقال لي: يا أبا عبد الله، قد مات الرجل، فحمدت الله تعالى، وكنت على ذلك أتوقع الفرج، إذ دخل علينا رجل فقال: إنه قد صار مع أبي إسحاق يعني المعتصم رجل يقال له: ابن أبي دؤاد، وقد أمر بإحداركم إلى بغداد، فجاءني أمر آخر وحمدت الله على ذلك، وطمعت وقلت: إنا قد استرحنا حين قيل لنا: انحدروا إلى بغداد.
Bogga 34