![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_128.png)
فاكتف بهذا القدر ، فإن تمام الإيضاح لا يحصل إلا بالامتحان لى أمثلة كثيرة ، وذلك مما يطول فيه الكلام .
السابع : المشهورات : وهى آراء محمودة أوجبت التصديق بها : إما شهادة الكل ، أو الأكثر ، أؤ شهادة جماهير الأفاضل ؛ كقولك : الكذب قبيح ، وإيلام البريء قبيح ، والإنعام حسن ، وشكر المنعم حسن ، وكفران النعمة قبيح .
وهلذه قذ تكون صادقة ، وقد تكون كاذبة ، فلا يجور أن يعول عليها في مقدمات القياس ، فإن هلذه القضايا ليسث أولية ولا وهمية ؛ فإن الفطرة الأولى لا تقضي بها ، بل إنما ينغرس قبولها في النفس بأسباب كثيرة تعرض من أول الصبا، وذلك بتكرير ذالك على الصبى ، وتكليفه اعتقاده ، وتحسين ذالك عنده .
وربما يضطر إليها حب التسالم وطيب المعاشرة .
وربما ينشأ من الحياء ورقة الطبع ، فترى أقواما يصدقون بأن ذبح البهائم قبيح ، ويمتنعون من أكل لحومها وما يجري هذا المجرى ، فالنفوس المجبولة على الجبن والرقة . . أطوع لقبولها .
وربما حمل على التصديق بها الاستقراء الكثير .
وربما كانت القضية صادقة وللكن بشرط دقيق لا يفطن الذهن لذلك الشرط ، ويستمرآ على تكرير التصديق ، فيترسخ في نفسه؛
Bogga 126