![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_122.png)
مزيل له ، وأن الماء مزيل للعطش ، والاصطلاء بالنار غير مزيل لهآ ، بل هو زائد فيه .
وإذا تأملت هذا الفن حق التأمل . . عرفت أن العقل نال هذه بعد الإحساس والتكرر بواسطة قياس خفي ارتسم فيه ولم يثبث شعوره بذلك القياس ؛ لأنه لم يلتفث إليه ، ولم يشكله بلفظه ، وكأن العقل يقول : لؤ لم يكن هذا السبب يقتضيه . . لما اطرد في الأكثر ، ولؤ كان بالاتفاق . . لتخلف ؛ فإن الإنسان يأكل الخبز ، فيتألم رأسه ويزول جوعه ، فيقضي على الخبز بأنه مشبع ، وليس بمؤلم؛ لفرقي بينهما ، وهو أن الإيلام يحمله على سبب آخر اتفق اقترانه بالخبز ؛ إذ لؤ كان بالخبز . . لكان دائما مع الخبز أؤ في الأكثر كالشبع .
وهذا الأمر يحرك أصلا عظيما فى معنى تلازم الأسباب والمسببات ، والتعبير عنها باطراد العادات ، وأن ذلك ما حقيقته ؟ (1) وقد ذكرنا في كتاب « تهافت الفلاسفة » ما ينبه عن غوره
والمقصود : أن القضايا التجريبية زائدة على الحسية ، ومن لمآ يمعن في تجربة الأمور . . تعوزه جملة من القضايا اليقينية ، فيتعذر عليه درك ما يلزم منها من النتائج ، فلذلك نرى أقواما يتفردون بعلم ، ويستبعده آخرون لجهلهم بمقدماته التي لا تحصل إلا
Bogga 120