المسلمين.
قال القاضي: فإذا كنت قد فَضَّلت أبا بكر على علي فقد غضضت من علي.
قال اللص: من قصد إلى ذلك فهو ضال، وإنما هذا اتباع للسنة، ولو كان على ما تذهب إليه وتضمره في نفسك، لكان لِكُلِّ من فَضَّل عليًا على فاطمة والحسن والحسين، فقد غض منهم، وهذا لا يقوله مسلم فإن النبي ﷺ قال وقد حمل الحسن والحسين على عاتقه: «نعم المطي مطيكما، ونعم الراكبان أنتما، وأبوكما خير منكما»، ولم يُرِد بذلك غضاضة، ولا عدولًا بالفضل عنهما، ولكنه تَحَرَّى في ذلك الصدق.
قال له القاضي: فإن النبي ﷺ حمل عليًا يوم قلع الأصنام.
قال اللص: هذه فضيلة لعلي غير مجحودة ولا مردودة، ولكنه قد حمل عائشة وهي صغيرة، وحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع على كتفه.
قال القاضي: فقد قال النبي ﷺ «أنا من علي وعلي مني».
قال اللص: هذا ما لا ندفعه ولكنه قال أيضًا للعباس: «أنا من العباس والعباس مني» فأي فضل لعلي [١٣٢ - ب] على العباس، في هذا الاختصاص؟
قال القاضي: فقد قال لعلي أنت أخي.
قال اللص: قال ذلك مرارًا، لكن قال ذلك على مذهب الفضل والرفعة لمكانه، أم على طريق الحقيقة؟