Furaha Farxadda
مفتاح السعادة
Noocyada
والأولى أن يقال: الاستعاذة شرعت للقراءة كما مر، فتثبت بثبوتها، وتسقط بسقوطها، سواء كان المصلي إماما أم مؤتما أم منفردا.
نعم هذا الخلاف إنما هو بين من قال: إنها بعد التكبيرة، وأما من يقدمها على التكبير فلا مقتضي لسقوطها عنده إذ لا تحمل ولا منازعة، فتأمل.
المسألة العاشرة [صفة الاستعاذة]
اختلف العلماء رضي الله عنهم في صفة الاستعاذة، فقال القاسم والهادي، والحسن بن يحيى، والناصر، والحسن بن صالح، والإمام يحيى: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ورواه الرازي عن بعض أصحابه، وهو قول حمزة من القراء جمعا بين قوله تعالى: {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }[النحل:98]، وقوله:{ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم }[فصلت:36]، وفي آية أخرى: {إنه سميع عليم }[الأعراف:200]،ولحديث أبي سعيد الخدري وقد مر.
وعن ابن عباس أن أول ما نزل جبريل على محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله قال: قل يا محمد: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قال: قل: {بسم الله الرحمن الرحيم، اقرأ باسم ربك الذي خلق }.
وعن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل كبر ثلاثا وقال: ((أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم )).
وقال (م) بالله و(محمد بن منصور)، و(أبو حنيفة) و(الشافعي): بل المختار أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واختاره الخازن، ورواه في (البحر المحيط) عن الجمهور من القراء وغيرهم، وقال في (غيث النفع): المختار عند جميع القراء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال: وكلهم يجيز غير هذه الصيغة من الصيغ الواردة.
Bogga 236