وغير ذلك من الصفات المقدسة الواردة في الكتاب العزيز لمن عرفها وتدبرها؛ وعرف الكتاب العزيز وتدبره وفهمه وتلاه حق تلاوته.
فمن فتحت بصيرته ورزق صفاء الفهم وحسن الاستماع: يجد الباري تعالى في كتابه العزيز يتعرف إلينا بمعاني صفاته، فتراه يخاطبنا بكلام رحيم لطيف بعباده، وتارة يخاطبنا بكلام جبار قاهر منتقم من مخالفيه وأعدائه، وتارة يخاطبنا بكلام مقتدر يدبر الأمر ويفعل ما يشاء، وتارة بكلام عظيم ذي مهابة وعزة، كل ذلك معرفة بمعاني صفاته، ويقابل وكل صفة من صفاته بمقتضاها من العبودية والخضوع والطاعة.
فمثال الأول : قوله تحالى: (يا عبادي الذين أسرفوأ على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) فانظر ما الذي تدل عليه هذه الآية من معاني صفاته الرحيمة واللطف والكرم والجود الموجب لسعة الرجاء.
ومثال الثاني: قوله : (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه).
فانظر ما الذي تدل عليه هذه الآية من معاني صفات الجبروت والقهر والانتقام من مخالفيه وأعدائه.
Bogga 59