Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar
مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار
Noocyada
والحزن أو الفرح والأنس والسرور قلبك حين انقضت من الدنيا مدتك وانقطع منها أثرك وحملت إلى دار من سلف من الأمم قبلك.
وتصور نفسك حين استطار قلبك فرحًا وسرورًا أو مليء رعبًا وحزنًا وعبرة وبزيارة القبر وهول مطلعه وروعة الملكين منكر ونكير وسؤالهما لك في القبر عن ثلاثة أسئلة ما فيها تخيير، الأول من ربك، والثاني ما دينك، والثالث من نبيك؟
فتصور أصواتهما عند ندائهما لك لتجلس لسؤالهما لك فيه فتصور جلستك في ضيق قبرك وقد سقط كفنك عن حقويك والقطن من عينيك.
ثم تصور شخوصك ببصرك إليهما وتأملك لصورتيهما فإن رأيتهما بأحسن صورة أيقن قلبك بالفوز والنجاة والسرور وإن رأيتهما بأقبح صورة أيقنت بالعطب والهلاك.
شعرًا:
وَلِلمَرْءِ يَوْمٌ يَنْقَضِي فِيْهِ عُمْرُهُ ... وَمَوْت وَقَبْرُ ضَيْقٌ فِيْهِ يُوْلَجُ
وَيَلْقَى نَكِيرًا فِي السُّؤَالِ وَمُنْكَرًا ... يَسُومَانِ بِالتَّنْكِيلِ مِن يَتَلَجْلجُ
آخر:
تَفَكَّرْ فِي مَشِيْبِكَ وَالْمَآبِ ... وَدَفْنِكَ بَعْدَ عِزِّكَ فِي التُّرَابِ
إِذَا وَافَيْتَ قَبْرًا أَنْتَ فِيْهِ ... تُقِيْمُ بِه إلى يَوم الْحِسَابِ
وَفِي أَوْصَالِ جِسْمِكَ حِيْنَ تَبْقَى ... مُقَطَّعَةً مُمُزَّقَةً الإِهَابِ
فَلولاَ القَبْرُ صَارَ عَلَيْكَ سِتْرًا ... لأَنْتَنَتِ الأَبَاطِحُ وَالرَّوَّابِي
خلقْتَ مِن التُّرَابِ فَصِرْتَ حَيًا ... وَعُلَّمْتَ الفَصِيْحَ مِن الْخِطَابِ
فَطَلَّقْ هَذه الدُّنْيَا ثَلاثًا ... وَبَادْر قَبلَ مَوْتِكَ بِالْمَتَابِ
1 / 38