Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar
مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار
Noocyada
وجعلهم حول حطام الدنيا كما وصفهم الشافعي ﵀:
وَمَا هِيَ إِلا جِيْفَةٌ مُسْتَحِيْلَةٌ ... عَلَيْهَا كِلابٌ هَمُّهِنَّ اجْتِذَابُهَا
فَإِنَّ تَجْتَنبهَا كُنْتَ سِلْمًا لِأَهْلِهَا ... وَإِنْ تَجْتَذبها نَازَعَتْكَ كِلابُهَا
أما علموا أن المال من خدم الدين فإذا تجاوز ذلك كان نكبة على أصحابه وكذاك الأولاد إن كانوا غير صالحين فهم ضرر على أبيهم وعلى أنفسهم وكذلك الزوجة ولذلك ورد عن داود ﵇ أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن مال يكون علي عذابًا ومن ولد يكون وبالًا ومن زوجة تشيبني قبل المشيب ومن خليل ماكر عينه ترعاني وقلبه يشناني إن رأى خيرًا أخفاه وإن رأى شرًا أفشاه» .
وقيل إنه سئل عيسى ﵇ عن المال فقال لا خير فيه قيل ولم يا نبي الله قال لأنه يجمع من غير حل قيل فإن جمع من حل قال لا يؤدى حقه قيل فإن أدى حقه قال لا يسلم صاحبه من الكبر والخيلاء قيل فإن سلم قال يشغله عن ذكر الله قيل فإن لم يشغله قال يطيل عليه حسابه يوم القيامة.
فتأمل هذه العقبات الخمس وقليل من يتجاوزها سالمًا وورد عن عطاء ابن السائب عن أبي البختري قال كان بين عمار بن ياسر وبين رجل كلام في المسجد فقال عمار أسأل الله تعالى إن كنت كاذبًا أن لا يميتك حتى يكثر مالك وولدك ويوطئ عقبك. وورد عن حذيفة قال رسول الله ﷺ: «خياركم في المائتين كل خفيف الحاذ» قالوا يا رسول الله وما الخفيف الحاذ قال: «الذي لا أهل له ولا ولد» .
1 / 213