141

Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar

مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار

Noocyada

قلت: فما ترى في الأنس بالناس؟ قال: إن وجدت عاقلًا مأمونًا فأنس به واهرب من سائرهم كهربك من السباع. قلت: فما أفضل ما أتقرب به إلى الله ﷿؟ قال: ترك معاصيه الباطنة. قلت: فما بال الباطنة أولى من الظاهرة؟ قال: لأنك إذا أجتنبت الباطنة بطلت الظاهرة والباطنة. قلت: فما أضر الطاعات لي؟ قال: ما نسيت بها مساوئك، وجعلتها نصب عينيك إدلالًا بها وأمنًا. قال: وسمعته يقول: استكثر من الله ﷿ لنفسك قليل الرزق تخلصًا إلى الشكر، واستقلل من نفسك لله ﷿ كثير الطاعة إزراء على النفس وتعرضًا للعفو. واستجلب شدة التيقظ بشدة الخوف؛ وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة، واقطع أسباب الطمع بصحة اليأس؛ وسد سبيل العجب بمعرفة النفس. واطلب راحة البدن بإجمام القلب، وتخلص إلى إجمام القلب بقلة الخلطاء، وتعرض لرقة القلب بدوام مجالسة أهل الذكرن وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة وأحذرك "سوف". وكُنْ صَارِمًا كَالْوَقْتِ فَالمَقْتُ في عَسَى ... وَإِيَّاكَ مَهْلًا فَهي أخْطَرُ عِلَّتِي وَجُذَّ بسَيْف العَزْمِ سَوْفَ فإن تَجُدْ ... تَجِدْ نَفَسًا فَالنَّفْسُ إِن جُدْتَ جدَّتِ عن الأوزاعي أنه وعظ فقال في موعظته: أيها الناس تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة.

1 / 141