138

Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar

مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار

Noocyada

شعرًا: أَلا إنما الدنيا كجيْفَة مَيْتَةٍ ... وَطُلابُهَا مِثْلُ الكِلاب الهَوامِسِ وَأَعظمُهَمْ ذَمًّا لَهَا وأشدُهُمْ ... بهَا شَغَفًا قَومٌ طِوالُ القلانُسِ وقال آخر: الدنيا مزبلة ومجمع كلاب وأقل من الكلاب من عكف عليها، فإن الكلب يأخذ من الجيفة حاجته وينصرف والمحب للدنيا لا يفارقها بحال. وقيل لإبراهيم بن أدهم كيف أنت فقال: نُرقِعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيْق دِيْنِنَا ... فَلا دِيْنُنَا يَبْقَى وَلا مَا نُرَقّعُ فَطَوبَى لِعَبْدٍ آثَر الله وَحْدَهُ ... وَجَادَ بِدُنْيَاه لِمَا يُتَوَقْعُ وقال آخر: أَرَىَ طالبَ الدُّنْيَا وَإِن طَالَ عمْرُهُ ... ونالَ مِن الدُّنْيَا سُرورًا وَأَنْعُمَا كَبَانٍ بَنَى بُنْيَانَهُ فَأقامَهُ ... فَلمَّا اسْتَوى ما قَدْ بَناه تَهَدَّمَا وقال لقمان لابنه: يا بني بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعًا ولا تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعًا. وقال محمد بن الحسين لما علم أهل الفضل والعلم والمعرفة والأدب أن الله ﷿ قد أهان الدنيا وأنه لم يرضها لأوليائه وأنها عنده حقيرة ذليلة. وأن رسول الله ﷺ زهد فيها، وحذر أصحابه من فتنتها أكلوا منها قصدا وقدموا فضلا وأخذوا منها ما يكفي، وتركوا ما يلهي، لبسوا من الثياب ما ستر العورة، وأكلوا من الطعام أدناه مما سد الجوعة. ونظروا إلى الدنيا بعين أنها فانية وإلى الآخرة أنها باقية، فتزودوا من الدنيا كزاد الراكب، فخربوا الدنيا وعمروا بها الآخرة.

1 / 138