255

Micraajka Ila Kashf Asraarta Minhaajka

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

يعني كموجود ولامعنى يعني كمحدث وقديم وباق ومعاد فإن هذه تفيد الوجود مع وجه زائد فمحدث يفيد الوجود بعد عدم وقديم يفيد الوجود في الزل وباق يفيد استمرار الوجود وقتين فصاعدا، ومعاد يفيد حصول وجوده بعد عدم تقدمه وجود.

قوله: (جاز إطلاقه عليه في حال العدم) كقولنا جوهر ولون ونحو ذلك من الأسماء التي لاتفيد إلا بأنه نوع من نوع ككون وطعم ورائحة وتأليف وحياة وشهوة وقدرة وبالجملة كلما كان من أسماء الأجناس لايفيد الوجود لأن قولنا: جوهر لايفيد إلا أنه شيء متحيز عند الوجود وكذلك قولنا: لون لايفيد إلا أنه شيء يكون هيئة لمحله عند وجوده وكذلك قولنا كون لايفيد إلا أنه يوجب كون محله في جهة عند وجوده وكذلك سائرها بخلاف ما كان من أسماء الأجناس يفيد الوجود على وجه فإنه لايجوز إجراؤه حال العدم نحو قلنا في التأليف البزاق ومماسة وصكة وخشونة ولين وفي الشهوة جوع وعطش وعشق وكقولنا قدرة على الكون فإن تعليقها بالكون يفيد وجودها، إذ لايتعلق بالكون إلا بعد الوجود وكقولنا جسم فلا يجوز إجراؤه على مسماه حال العدم، لأن الجسم لا بد فيه من تأليف مخصوص بأن يكون في جهة الطول والعرض والعمق، وكذلك شخص ونحوه: كجرم وجائي وذاهب وآكل وشارب.

وقد ذهب أبو الحسين الخياط إلى أن المعدوم يجوز تسميته جسما وحكي عن قوم أنه يوصف في حال العدم بأنه جسم وجرم ويوصف بالمجيء والذهاب والأكل والشرب، وهذا إفراط في إثبات الذوات في العدم وعلو جاوز الحد، وأعظم من ذلك تجويز بعضهم رجلا راكبا على فرس في العدم، فأما أبو القاسم فقد ذهب إلى أنه لايسمى في حال العدم جوهرا ولاعرضا بل يسمى شيئا ومعلوما ومخبرا عنه ومقدورا ونحو ذلك، وكلامه أرجح وأوضح والله أعلم.

Bogga 275