Micraajka Ila Kashf Asraarta Minhaajka
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Noocyada
وحكي عن الباقلاني القول بأن أول الأنظار أول الواجبات، وحكي عنه أيضا القول بأن القصد إلى النظر أول الواجبات وقد ذكر معنى قوله الول بعض أصحابنا فقال: إذا قلنا أن النظر في إثبات الصانع أول الواجبات فليس المراد به النظر الذي يتولد عنه العلم بالله تعالى، بل المراد بذلك أول نظر في أول مقدمات الدلالة على العلم بالله تعالى فالمقدمات التي ينبني عليها النظر في الأمر الذي يتولد عنه العلم بالله تعالى يكون النظر في اول مقدمة منها أول الواجبات، ولايبعد أن يكون هذا مراد الجمهور المطلقين لنه أول الواجبات بل لابد من القول بذلك فقد نص أبو علي أن أول ما يجب النظر فيه حدوث الأعراض.
وقال أبو هاشم والقاضي: بل أول ما يجب النظر فيه إثبات الأكوان إذ هي الدليل.
قوله: فهو يطلق على التروك مجازا.
هذا جواب عن سؤال أورده الفقيه قاسم تقريره أن يقال: لاحاجة إلى قولكم أول الأفعال لن قولكم أول الواجبات كاف إذ التروك ليست بواجبة فلفظة الأفعال حشو لافائدة فيها، فحذفها أولى لئلا توهم ثم فائدة.
وتقرير الجواب: أن الوجوب قد يطلق على التروك مجازا فلا بأس بالاحتراز عنه بلفظة الأفعال.
قوله: بل قد يتقدمه بأن يطالب حال كمال العقل إلى آخره.
يعني مع أن المكلف لايجب عليه النظر إلا في الحالة الثالثة من أوان بلوغ التكليف لأنه في الوقت الأول يحصل له السبب ويخاف في الوقت الثاني ولايعلم الوجوب إلا في الوقت الثالث لن وجوب النظر يحتاج إلى نظر بخلاف ما إذا وقعت المطالبة المذكورة فإن الوجوب معلوم تلك الحال بضرورة العقل.
قوله: بأن يكون عرضهما بالملامسة مجرد قضاء الوطر.
يعني فإذا انضم إلى ذلك عدم وصول نفع إليه منهما لم يجب عليه شكرهما وقد ذكر في المحيط أنه لايلزمه ذلك بالنظر إلى دليل العقل، فأما السمع فقد ورد بحرمة الأبوين ووجوب حقهما وشكرهما من غير فصل لكن كلامنا في الواجبات العقلية.
Bogga 216