178

Micraajka Ila Kashf Asraarta Minhaajka

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

يعني كأن ينظر في العالم فيحصل له العلم بالصانع وإن كان النظر في الحقيقة هو في الحدوث على ما سيأتي ففيه نظر.

قوله: (أو في صفة لذات فيحصل له العلم بصفة لذات أخرى).

مثاله: النظر في كوننا قادرين عند صحة الفعل فإنه يحصل عنه العلم بكونه تعالى قادرا.

قوله: (أن ينظر في صفة ذات فيحصل له العلم بصفة أخرى لتلك الذات).

مثاله: النظر في كونه تعالى قادرا فإنه يولد العلم بكونه حيا.

وعقد الأول: أن يقول الدليل ما أمكن بالنظر فيه أو في صفته أو حكمه التوصل إلى العلم بغيره أو بصفة أو حكم لغيره وقد شمل هذا العقد النظر في حكم لذات فيوصل إلى العلم بذات أو حكم أو صفة لذات أخرى، والنظر في ذات فيوصل إلى العلم بصفة أو حكم لذات.

وعقد الثاني: هو ما كان النظر فيه لايفضي إلى العلم بغير المنظور فيه بل إلى العلم به إما على حال أو حكم وقد دخل فيه النظر في حكم لذات ليتوصل به إلى العلم بحكم لها أو صفة، والنظر في صفة لها ليتوصل به إلى العلم بحكم وإنما حصر توليد النظر للعلم على تعلقه بدليل أو طريقة نظر لنه لايمكن النظر في غيرهما إذ لايخرج النظر عن تعلقه بذات أو بذات على صفة أو بذات على حكم.

فصل

وشروط توليده للعلم أن يكون الناظر عاقلا قد تقدم الكلام على شروط وجوده وهذا هو الكلام في شروط توليده للعلم فأما وجوده فلا يتوقف على هذه الشروط وقد تقدم بيان معنى العقل وأما وجه اشتراطه في توليد النظر للعلم فما علمناه من أن الصبيان والمجانين وإن وجد النظر من جهتهم فإنه لايولد العلم ولاوجه لذلك إلا اختلال هذا الشرط في حقهم وهو العقل.

وفيه سؤال: وهو أن يقال إنما لم يولد نظرهم العلم لن من حق الناظر أن يعلم الدليل ووجه دلالته وذلك لايتأتى منهم فلاختلال غير العقل من الشروط لم يولد نظرهم العلم لعدم العقل.

Bogga 198