وقال الشيخ السعدي: "إن هذه الآيات في بيان مدحهم وثوابهم ﵃ «^١)، وفي قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ يقول الإمام الشوكاني: "أي الكاملون في الإيمان" (^٢)، ويذكر الشيخ أبو بكر الجزائري: "أن هذين صنفا المهاجرين والأنصار، وهما أكمل المؤمنين وأعلاهم درجة" (^٣).
٢ - الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٢٠) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (^٤).
يقول ابن عاشور في هذه الآية: "إن (الذين هاجروا) هم المؤمنون من أهل مكة وما حولها الذين هاجروا منها إلى المدينة لما آذنهم النبي ﷺ بالهجرة إليها بعد أن أسلموا وذلك قبل فتح مكة" (^٥). وهذا بيان لفضل الصحابة بما أعد الله لهم من مكافآت وردت في الآية، ومنها قوله: ﴿أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ﴾ "إشارة إلى رفعة قدرهم، رضا من الله، وتفضيلًا بالتشريف، كما أن قوله تعالى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ معطوفة على ﴿أَعْظَمُ دَرَجَةً﴾ مبالغة في عظم