وقد كان إعداد صحابة رسول الله ﷺ للدعوة أولًا على يديه ﷺ وتحت نظره، فكان ملقنًا مهمًا لمعنى الدعوة، وموجهًا إياهم إلى طريقها، وآمرهم بحمل لوائها في حضرته ومن بعده، فكم داعية جهزه ﷺ من أصحابه ﵃، وأرسله بعد أن يزوده بما يحتاج من زاد الداعية، كما كانت جيوشه ﷺ جيوش دعوة أولًا لا جيوش قتال، لذلك أعطى ﷺ لإعداد الداعية أهمية عظمى، كما بين ضرورة ذلك، وهو ما سوف يتبين لنا في هذا المطلب.
إن إعداد الداعي هو نوع من التأهيل والتدريب المتعارف عليه في زماننا، إلا أن الطريقة تختلف باختلاف الأزمنة والأحوال، وذلك لاختلاف الإمكانات والشعوب والمؤثرات، واختلاف الأعداء أيضًا. أما إعداد الصحابة ﵃ فإنه هو الركيزة الأساسية في إعداد الدعاة لاحقًا؛ لأن الأساسيات لا تتغير وإن تغيرت طريقة التعامل معها، وطريقة استخدامها، ومن هذه الأساسيات في إعداد الداعي الإجابة عن الأسئلة الآتية وإعداد الداعي على ضوء هذه الإجابات:
١ - إلى ماذا يدعو؟
٢ - لماذا يدعو؟
٣ - من يدعو؟
٤ - أين ومتى يدعو؟
٥ - كيف يدعو؟