وترجع أهمية الإمامة ووجود إمام عند الاثنى عشرية لكيلا تخلو الأرض من حجة يهدى الناس إلى الجادة، ذكر الكلينى رواية (عن على بن إبراهيم عن أبيه، عن محمد بن أبى عمير بن منصور بن يونس وسعدان بن مسلم عن إسحاق بن عمار عن أبى عبد الله ﵇ قال سمعته يقول:

إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام، كيما أن زاد المؤمنون شيئا ردهم، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم) (١).

وهم يؤمنون بأنه لو لم يبق فى الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة، ذكر الكلينى، أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن سنان، عن حمزة بن الطيار، عن أبى عبد الله ﵇.

قال: لو بقى اثنان لكان أحدهما الحجة على صاحبه) (٢) وفضلا عن ذلك فإن أهمية الولاية، أو الإمامة ترجع إلى أسباب كثيرة تؤكد ضرورتها عند هؤلاء (فإن امتداد الرسالة السماوية كان يقتضى إيجاد حفظه لها، يصونونها ويحفظونها بعد النبى، ويطبقونها ويوضحونها، ويفسرون ما التبس منها، ويدافعون عنها ويبلغونها، امتدادا لسيرة الرسول ﷺ أنهم يصدرون عنها، وينهلون منها) (٣).

- فكيف ونحن نعلم بالاضطرار من دينه أن الذين دخلوا فى دين الله أفواجا لم يشترط على أحد منهم فى الإيمان بالإمامة لا مطلقا ولا معينا) منهاج السنة النبوية فى نقص الكلام والشيعة والقدرية ج ١، ص ٢٦ دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت- لبنان.

(١) أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكلينى (ت ٣٢٨/ ٣٢٩ هـ) الأصول من الكافى ج ١ ص ١٧٨ باب (إن الأرض لا تخلو من حجة) صححه وعلق عليه على أكبر الغفارى، دار الكتب الإسلامية طهران، بازار سلطانى، ط ٣، ١٣٨٨ هـ.

(٢) الأصول من الكافى، ج ١، ص ١٧٩، باب (أنه لو لم يبق فى الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة).

(٣) عبد اللطيف برى- ولاية أهل البيت- ص ٤٩، دار المعاف للمطبوعات- بيروت. وانظر: محمد حسين آل كاشف الغطاء، أصل الشيعة وأصولها، ص ٦٧، مؤسسة الأعلمى للمطبوعات- بيروت.