Menhaj Al-Muhaddithin from the First Hijri Century to the Present Era

Ali Abdelbaset Mazeed d. Unknown
55

Menhaj Al-Muhaddithin from the First Hijri Century to the Present Era

منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر

Daabacaha

الهيئة المصرية العامة للكتاب

Lambarka Daabacaadda

-

Noocyada

وعن مالك بن أوس قال: سمعت عمر يقول لعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد: نشدتكم بالله الذي تقوم السماء والأرض به أعلمتم أن رسول الله ﷺ قال: "إنا لا نورث، ما تركناه صدقة"؟ قالوا: اللهم نعم١. وعن بُسر بن سعيد قال: أتى عثمانُ المقاعد، فدعا بوضوء، فتمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثًا، ويديه ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح برأسه ورجليه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: رأيت رسول الله ﷺ هكذا يتوضأ، يا هؤلاء أكذاك؟ "لنفر من أصحاب رسول الله ﷺ عنده" قالوا: نعم٢. الثاني: التشدد في الحفظ والأداء خشية أن يكون الواحد منهم سمع الحديث أو حفظه على وجه لا ينبغي فيخطئ في أدائه، ويكذب على رسول الله ﷺ وإن كان غير متعمد، فقللوا من روايتهم عن رسول الله ﷺ، ولا شك أن المقل في الرواية أضبط وأتقن لما يُروى. قال عثمان بن عفان ﵁: ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله ﷺ ألا أكون أوعى أصحابه عنه؛ ولكني أشهد لَسَمِعتُه يقول: "مَن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" ٣. ويقول الإمام علي كرم الله وجهه: "إذا حدثتكم عن رسول الله فلأن أخرَّ من السماء أحب إليَّ من أن أقول عليه ما لم يقل"٤. وصح عن أبي بكر الصديق ﵁ أنه خطبهم فقال: "إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار"٥. فأبو بكر يبين للناس جميعًا أنه لا يحدث إلا بما يعلم ويثق منه، ثم إنه لم يكتفِ بالحيطة لنفسه؛ بل أمر الناس بذلك أيضًا، وحثهم على التثبت فيما يحدثون به أو يستمعونه، ومن

١ مسند أحمد "١/ ٢٨٨، ١٨٦، ١٨٧" وإسناده صحيح. ٢ مسند أحمد "١/ ٣٧٢" بإسناد صحيح. ٣ مسند أحمد "١/ ٦٥". ٤ صحيح مسلم بشرح النووي "٣/ ١١٦". ٥ تذكرة الحفاظ "١/ ٤"، وفي مقدمة التمهيد "١/ ١١" ولفظه: قال أبو بكر الصديق ﵁: "إياكم والكذب؛ فإنه مجانب الإيمان".

1 / 65