142

Menhaj Al-Muhaddithin from the First Hijri Century to the Present Era

منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر

Daabacaha

الهيئة المصرية العامة للكتاب

Lambarka Daabacaadda

-

Noocyada

ابن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما توفي رسول الله ﷺ قلت لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله ﷺ فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا يابن عباس! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي ﷺ من ترى؟ فتركت ذلك وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح عليَّ التراب، فيخرج فيراني، فيقول: يابن عم رسول الله! ألا أرسلتَ إليَّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسألك، قال: فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليَّ، فقال: هذا الفتى أعقل مني١.
روى محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس قال: وجدت عامة علم رسول الله ﷺ عند هذا الحي من الأمصار، إن كنت لآتي الرجل منهم، فيقال: هو نائم، فلو شئت أن يوقظ لي، فأدعه حتى يخرج لأستطيب بذلك قلبه٢.
- تثبته في العلم:
كان ابن عباس ﵁ معروفًا بالتشدد في قبول الرواية، وأخذ العلم من الصحابة ﵃ فقد روى يزيد بن إبراهيم، عن سليمان الأحول، عن طاوس، عن ابن عباس ﵄ قال: إن كنتُ لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم٣.
- علمه وفقهه:
لقد بلغ علم ابن عباس ﵄ وفقهه مبلغًا يثير الدهشة والإعجاب، وذلك

١ طبقات ابن سعد "٢/ ٣٦٧، ٣٦٨"، المستدرك "٣/ ٥٣٨"، وصححه ووافقه الذهبي، وأورده الهيثمي في "المجمع" "٩/ ٢٧٧" وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
٢ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٤٤"، وطبقات ابن سعد "٢/ ٣٦٨"، وأخرجه البلاذري "٣/ ٣٤، ٣٥" بسند حسن، ولفظه عند الأخيرين: لو شئت أن يوقظ لي لأوقظ فأجلس على بابه تسفي الريح على وجهي التراب حتى يستيقظ متى استيقظ فأسأله عما أريد ثم أنصرف.
٣ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٣٤"، وقال الذهبي: "إسناده صحيح".

1 / 154