وفي آخرها صرت من قادة الشباب في هذا النضال وصرت أكتب وأخطب وغدا اسمي معروفًا في البلد.
هذا هو «الموجَز» كما يقول المذيعون، وهاكم تفصيلَ هذه الأخبار.
* * *
مواقف كثيرة مما حدّثتكم عنه في هذه الذكريات كنت قد كتبت فيها مقالات مفصّلة، أشرت إليها ولم أنقل شيئًا منها لأنها منشورة، وما أريد أن أعيد على القرّاء كلامًا سبق أن حدّثت به، بل أريد أن أسوق إليهم كلامًا جديدًا ليأتي الحديث مؤتلفًا متّسقًا. ولكني أستأذنهم اليوم فأسرق فقرات من مقدمة كتاب «مكتب عنبر» الذي ألّفه الأستاذ ظافر القاسمي (١)؛ ذلك لأن كاتب المقدّمة يحمل اسمًا مثل اسمي وأراه دائمًا معي كلما وضعت المرآة أمامي، وقد علمت أنه يسمح لي أن أسرق من مقدمته! ولأن الكتاب لم يُنشَر إلاّ في مدى ضيّق؛ وذلك أن الأستاذ ظافر القاسمي ابن شيخ الشام الشيخ جمال القاسمي ترك مطابع الشام (وفي الشام مطابع قديمة وعظيمة) ومطابعَ مصر (وهي أقدم وأعظم) واختار «المطبعة الكاثوليكية» في بيروت، فأخرجت الكتاب إخراجًا بلغ في فنّ الطباعة الغاية، ولكن من تحت! حتى
(١) صدر الكتاب سنة ١٩٦٢ وفي أوله مقدمة كتبها له علي الطنطاوي. وكان جدي ﵀ قد أصدر قبل ذلك بثلاث سنين كتابه «دمشق»، فلما أصدر طبعته الثانية بعد ذلك بسنوات ضمّ هذه المقدمة إليه، فهي اليومَ في آخره (مجاهد).