128

Memoirs - Ali Al-Tantawi

ذكريات - علي الطنطاوي

Daabacaha

دار المنارة للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Goobta Daabacaadda

جدة - المملكة العربية السعودية

Noocyada

الدكان ويقفز (وكأني أرى مشهده الآن) ويهجم بها على الجنود المسلّحين، وتستيقظ القوّة المدّخَرة في أعصاب الناس فيهجمون معه، يهجمون بأيديهم فينزعون من الجند سلاحهم وينقذون المرأة. ويرطن الجنود مستخْذين متوسّلين يشيرون بالتوبة، فيدَعهم الناس ينصرفون.
وكانت هذه كلها إرهاصات الثورة الكبرى، وكانت إحدى الدلائل على أن هذه الأمة، أمة محمد، قد تُغلَب على أمرها حينًا ولكنها لا تذلّ أبدًا.
* * *
ولا أحب أن أودّع هذه المدرسة قبل أن أشير إلى ثلاث حوادث، حوادث تنبّه المدرّسين إلى أن التلاميذ الصغار يراقبونهم ويسجّلون حسناتهم وسيئاتهم.
الأولى: أن معلم الخطّ (ممدوح) كتب لكل واحد بقلم الرصاص السطورَ الثلاثة التي سنُمتحن فيها، سطر الفارسي وسطر الثلُث وسطر الرقعة. ودعا كبار الخطّاطين (ومنهم نجيب هواويني) وكلّفَنا أن نمشي بأقلامنا على خط الرصاص كأننا نحن الذين نكتب الحروف. وقد نلنا الدرجات العالية وإعجابَ المدعوّين، ولكني أحسّ إلى الآن بالخجل من مشاركتي في هذا الغش وأشعر بأن المعلم صَغُرَ في عيني.
والثانية: أني تكلمت عن النصارى، فدعاني المدير النصراني وكان عنده المعلم ممدوح، فقال لي: ألم تسمع قول الله: ﴿ولَتَجِدَنَّ أقْرَبَهُم مَوَدّةً للّذينَ آمَنوا الذينَ قالوا إنّا نَصَارى﴾؟

1 / 134