ولكن يا سيدي قساوة هذه الحرب ظاهرة لجميع الناس؛ فمن الجهة الواحدة هوراس متأهل بأخت كورياس، وكورياس من الجهة الثانية مزمع في أقرب وقت أن يتأهل بأخت هوراس، فكلاهما صهر وابن عم صاحبه بلا التباس، أما العذاب العظيم عند ملكة ومي، فكلتاهما على الحالتين في خسران؛ لأنه إذا انتصرت فرسان رومية في الميدان فتبكي ملكة فقد إخوانها وتشكو مي فقد خطيبها، وإذا ظفرت ألبا فتحزن مي على إخوانها وتنوح ملكة على بعلها وحبيبها، فانتصار أية كانت من المدينتين لا يرضيهما، وانكسار كلتيهما يؤذيهما.
ق (إلى ر) :
صدقت، إنا فرحي أنها بهذه الأخبار لكوني مؤكدا أن الهوراسيين هم أقدر من الكورياسيين، فلا شك يفوزون بالانتصار، ويقتل كورياس خطيب مي في الميدان، فيمكنني حينئذ أن أتخذها امرأة لي وأستريح مدى الزمان، فإني أحبها محبة تفوق الإمكان، ومع احتقارها لي لا تزيدني إلا شوقا وهياما، فقد كدت أموت بها صبابة وغراما ... (يسمع صراخ فرسان من محل بعيد).
ر (إلى ق) :
اسمع، اسمع صراخ الفوارس في الميدان، فسر بنا يا مولاي لنرى ما كان.
الجزء الثالث عشر (م (ملكة) - ي (مي))
م (إلى م) : §
إلهي، قد أبان الدهر نابا
فعن فرحي الشديد الحزن نابا
أيا مولاي لم أحمل عذابا
Bog aan la aqoon