Dhimashada oo Booqata Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Noocyada
وكانت المرأة في غاية الإقناع. لا بد أنك تتذكر يا دارسي أنني لم ألتق بها إلا مرة واحدة حين عقدنا معها مقابلة عمل كمرافقة محتملة للآنسة جورجيانا، وأنت تعرف كم كانت مثيرة للإعجاب والقبول. من الواضح أنها كانت ناجحة على الصعيد المالي؛ فقد وصلت إلى الحانة بعربتها الخاصة، وفي رفقتها السائق وخادمة لها. وقد قدمت لي خطابات من البنك الخاص بها تثبت أنها كانت قادرة على تقديم الدعم المالي للطفل، لكنها قالت وهي مبتسمة إنها امرأة حذرة وإنها تتوقع أن يضاعف مبلغ الثلاثين جنيها، لكن بعد ذلك لن تكون هناك حاجة إلى دفع المزيد من المال لها. وإن تبنت هي الطفل فسيبعد عن بيمبرلي إلى الأبد.»
قال دارسي: «كنت تضع نفسك تحت سلطة امرأة تعرف أنها فاسدة، وتكاد تكون على يقين من أنها مبتزة. فبخلاف المال الذي تتلقاه من النزلاء لديها، كيف لها أن تعيش في مثل هذا الترف؟ كنت تعرف من خلال تعاملاتنا السابقة معها أي نوع من النساء كانت.»
قال الكولونيل: «كانت تلك تعاملاتك أنت يا دارسي وليس تعاملاتي. أعترف أنه كان قرارا مشتركا بيننا بأن تتولى السيدة يونج أمر رعاية الآنسة دارسي، لكن تلك كانت هي المناسبة الوحيدة السابقة التي التقيتها فيها. وربما كان لك تعاملات أخرى معها فيما بعد، لكنني لست مطلعا عليها ولا أريد أن أعرف بها. بعد أن استمعت إليها وتفحصت الأدلة التي قدمتها، اقتنعت أن الحل المقدم لطفل لويزا كان منطقيا وصائبا. من الواضح أن السيدة يونج كانت مولعة بالطفل، وعلى استعداد أن تجعل نفسها مسئولة عن تعليمه ورعايته في المستقبل؛ وفوق كل ذلك كان سينتقل بعيدا عن بيمبرلي، ولن يكون له أي صلة بها أبدا. كان ذلك هو الاعتبار الأول بالنسبة إلي، وأعتقد أنك كنت ستفعل ذلك أيضا. ولم أكن لأتصرف بما هو ضد رغبات الأم بشأن طفلها، ولم أفعل ذلك أيضا.» «هل كانت لويزا ستسعد حقا لو أن طفلها أعطي لمبتزة وعشيقة؟ أكنت تعتقد حقا أن السيدة يونج لن تعود لتطلب المزيد من المال مرات ومرات؟»
ابتسم الكولونيل. وقال: «يا دارسي، أحيانا ما تذهلني سذاجتك، ومدى ضآلة معرفتك بالعالم خارج حدود بيمبرلي؛ ذاك المكان الذي تعشقه. إن الطبيعة البشرية ليست سوداء أو بيضاء كما تفترض أنت. لا شك أن السيدة يونج مبتزة، لكنها كانت ناجحة في ذلك ورأت أن الابتزاز هو عمل يمكن التعويل عليه؛ ما دامت تديره بالمنطق والاحتياط. إن المبتزين غير الناجحين هم من ينتهون إلى السجن أو إلى منصة الإعدام. كانت تطلب ما يمكن لضحاياها أن يقدموا لها، لكنها لم تكن تتسبب قط في إفلاسهم أو إصابتهم باليأس، وكانت تفي بوعدها. ولا شك لدي أنك دفعت لها المال من أجل أن تحافظ على صمتها حين صرفتها عن خدمتك. فهل تحدثت هي قط عما رأت أثناء خدمتها الآنسة دارسي؟ وبعد أن فر ويكهام وليديا، وأقنعتها أن تعطيك العنوان، لا بد أنك دفعت لها مالا كثيرا للحصول على تلك المعلومات، لكن هل تحدثت قط بما حدث؟ أنا لا أدافع عنها؛ فأنا أعرف ما هي عليه، لكنني وجدت أن التعامل معها أسهل من التعامل مع معظم الصالحين.»
قال دارسي: «لست بتلك السذاجة يا فيتزويليام كما تعتقد. أنا أعرف منذ مدة طويلة كيف تقوم بعملها. إذن ماذا حدث لخطاب السيدة يونج الذي بعثته إليك؟ من المثير للاهتمام معرفة الوعود التي قطعتها لك لتغريك ليس فقط بدعم خطتها لتبني الطفل، وإنما بدفع المزيد من المال. فأنت لست ساذجا بما يكفي لتعتقد أن ويكهام سيرد لك الثلاثين جنيها.» «لقد أحرقت الخطاب حين كنا نمضي تلك الليلة في غرفة المكتبة . انتظرت حتى رحت في النوم وألقيت به في النار. فلم أستطع أن أرى فائدة أخرى منه. فحتى ولو كانت دوافع السيدة يونج محل شك وتخلت هي عن وعدها، فكيف لي أن أتخذ إجراءات قانونية ضدها؟ إنني دائما ما أعتقد أن أي خطاب يحتوي على معلومات ينبغي ألا تكون معروفة للعامة هو خطاب ينبغي إتلافه؛ فليس هناك ضمانة أخرى. أما بالنسبة إلى المال، فقد اقترحت، وكنت في ذلك واثقا تماما، أن أتركه للسيدة يونج لتقنع ويكهام بأن يتخلى عنها. وكنت في ذلك على قدر كبير من الثقة بأنها ستنجح؛ فقد كانت تتمتع بخبرة ومغريات أفتقر أنا إليها.» «ونهوضك في الصباح الباكر حين اقترحت أن نبيت في غرفة المكتبة، وزيارتك لويكهام لتطمئن عليه؛ أكانت تلك التصرفات جزءا من خطتك؟» «كنت أريد أن أؤكد عليه أن الملابسات التي تلقى في سياقها الثلاثون جنيها ينبغي أن تظل طي الكتمان لو وجدته مستيقظا وصاحيا ولو سنحت الفرصة أمامي، وأن عليه أن يلتزم كتمانه أمام أي محكمة إلا إذا كشفت أنا بنفسي عن الحقيقة، وكان هو حرا ليؤكد على كلامي. وإن كانت الشرطة استجوبتني أو سئلت في المحكمة، كنت سأقول إن سبب إعطائي إياه 30 جنيها هو مساعدته في تسوية دين في عنقه، وكان ذلك حقيقيا بالفعل، وإنني كنت قد أعطيته كلمتي بألا أكشف أبدا عن الملابسات المحيطة بذلك الدين.»
فقال دارسي: «لا شك لدي أن أي محكمة لن تضغط على الكولونيل اللورد هارتليب ليحنث بوعده. لكن ربما يريدون أن يتأكدوا ما إن كان المال موجها لديني أو لا.» «حينها سأكون قادرا على الرد بأنه لم يكن موجها له. فقد كان من المهم لجهة الدفاع أن ترسخ لهذه الحقيقة في المحاكمة.» «كنت أتساءل عن سبب إسراعك لرؤية بيدويل وثنيه عن الانضمام إلينا في العربة والعودة إلى كوخ الغابة قبل أن ننطلق للبحث عن ديني وويكهام. لقد تصرفت قبل أن تكون للسيدة دارسي الفرصة لتصدر أوامرها لستاوتن أو السيدة رينولدز. بدا لي في ذلك الوقت أنك كنت ستساعد على نحو غير ضروري، بل وحتى بعجرفة؛ لكنني الآن أفهم سبب حتمية إبعاد بيدويل عن كوخ الغابة في تلك الليلة، ولماذا ذهبت إلى الكوخ لتحذر لويزا.» «كنت متعجرفا، وأعتذر عن ذلك متأخرا. كان من الضروري بالطبع أن تعلم السيدتان أننا قد يتعين علينا التخلي عن الخطة التي تقتضي أخذ الطفل في الصباح التالي. كنت قد سئمت خداعهما وشعرت بأن الوقت قد حان من أجل الحقيقة. فأخبرتهما أن ويكهام والكابتن ديني كانا تائهين في الغابة، وأن ويكهام - وهو والد الطفل من لويزا - كان متزوجا بأخت زوجة السيد دارسي.»
قال دارسي: «لا بد أن لويزا ووالدتها كانتا في حالة من الكرب المفزع. ومن الصعب تخيل صدمتهما عند معرفة أن الطفل الذي تربيانه كان ابن ويكهام اللقيط، وأنه كان هو وصديق له تائهين في الغابة. وقد سمعا صوت طلقات النار ولا بد أنهما توقعا وقوع الأسوأ.» «لم يكن بيدي شيء يمكنني فعله لأطمئنهما به. لم يكن هناك وقت أمامي. وقد قالت السيدة بيدويل حينها لاهثة: «سيتسبب هذا في مقتل بيدويل. ابن ويكهام هنا في الكوخ! الوصمة التي لحقت ببيمبرلي، والصدمة المروعة لسيدنا والسيدة دارسي، والعار الذي لحق بلويزا وبنا جميعا.» ومن المثير للاهتمام أنها رتبت الأمر بهذا الترتيب. وقد كنت قلقا على لويزا. كانت قد أغمي عليها تقريبا، ثم تسللت نحو أحد الكراسي بجوار المدفأة وجلست فيه ترتجف بشدة. كنت أعلم أنها في حالة صدمة، لكن لم يكن هناك شيء أستطيع فعله. فقد غبت بالفعل مدة أطول مما كنت تتوقع أنت وألفيستون.»
فقال دارسي: «لقد عاش بيدويل ومن قبله أبوه وجده في الكوخ وخدموا جميعا عائلتي. وشعورهم بالكرب هو نوع طبيعي من الحب والوفاء. وبالفعل، لو كان الطفل قد ظل في بيمبرلي أو كان يزورها حتى بانتظام، لكان ويكهام قد حظي بمدخل لعائلتي ومنزلي، وكنت سأجده بغيضا تماما. ولم يقابل كل من بيدويل أو زوجته ويكهام الكبير، لكن لا بد أن حقيقة أنه نسيبي ولا يزال غير مرحب به أبدا قد أطلعتهم عن مدى عمق القطيعة بيننا، وأنه لا يمكن استئصالها.»
قال الكولونيل: «ثم بعد ذلك وجدنا جثة ديني، وبحلول الصباح كانت السيدة يونج وكل من في حانة كينجز آرمز، وكذلك بالفعل كل من كانوا في الجوار، كانوا سيعرفون بأمر جريمة القتل التي وقعت في غابة بيمبرلي، وأن ويكهام قد ألقي القبض عليه. فهل كان بإمكان أحد أن يصدق أن برات غادر حانة كينجز آرمز في تلك الليلة من دون أن يقص قصته؟ لم يكن لدي حينها أدنى شك أن رد فعل السيدة يونج سيكون العودة إلى لندن من دون الطفل. وربما لا يعني هذا أنها تخلت تماما عن أي أمل لتبني الطفل، لكن ربما سيبصرنا ويكهام حين يصل بأمر هذه النقطة. هل سيكون السيد كورنبندر بصحبته؟»
قال دارسي: «أظن ذلك. لقد قدم خدمات عظيمة لويكهام وآمل أن تأثيره عليه سيمتد؛ رغم أنني لست متفائلا. ذلك أن ويكهام مرتبط كثيرا على الأرجح بزنزانة السجن، ومشهد أنشوطة حبل المشنقة، وبأشهر من الاستماع إلى الخطب بحيث لن يرغب في أن يمضي المزيد من الوقت في صحبته إلا في حدود الضرورة. وحين يصل ويكهام سنسمع منه بقية تلك القصة المؤسفة. أشعر بالأسف لك يا فيتزويليام؛ لأنك أصبحت منخرطا في هذا الأمر مع ويكهام ومعي. إن اليوم الذي رأيت ويكهام فيه وأعطيته الثلاثين جنيها كان يوم حظ سيئ لك. وأنا أتقبل فكرة أنك كنت تتصرف لصالحه هو حين دعمت عرض السيدة يونج لتبني الطفل. ولا يسعني سوى أن آمل أن يكون الطفل قد استقر مع عائلة سيمبكنز بسعادة وبشكل دائم بعد بدايته المروعة تلك في الحياة.»
Bog aan la aqoon