Dhimashada oo Booqata Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Noocyada
وبعد أن استعاد مسدسه من دارسي قال باقتضاب: «كل شيء على ما يرام. لقد سمعت السيدة بيدويل وابنتها صوت الطلقات وهما تعتقدان أنها انطلقت بالقرب منهما، ولكن ليس خارج الكوخ مباشرة. وقد أوصدتا الباب في الحال، لكنهما لم تسمعا شيئا آخر. وكانت الفتاة - اسمها لويزا، أليس كذلك؟ - على شفا أن تصاب بنوبة هستيرية، إلا أن والدتها تمكنت من تهدئتها. من سوء حظهما أن بيدويل ليس في بيته هذه الليلة.» ثم التفت إلى سائق العربة. قال له: «كن يقظا وتوقف حين نصل إلى المكان الذي ترك فيه الكابتن ديني والسيد ويكهام العربة.»
ثم استعاد مكانه مرة أخرى في مقدمة تلك المسيرة الصغيرة وراحوا يتقدمون ببطء. ومن وقت لآخر كان ألفيستون ودارسي يرفعان مصباحيهما عاليا، باحثين عن أي اضطراب في الأشجار المتشابكة، وكانوا يستمعون أثناء ذلك لأي صوت. ثم بعد مرور خمس دقائق، توقفت العربة.
قال برات: «أعتقد أن المكان هنا يا سيدي. أتذكر شجرة البلوط هذه وشجر التوت الأحمر هذا.»
وقبل أن يبدأ الكولونيل في حديثه سأله دارسي: «في أي اتجاه ذهب الكابتن ديني؟» «إلى جهة اليسار يا سيدي. ليس هناك ممر يمكنني رؤيته لكنه اندفع نحو الغابة وكأن تلك الشجيرات لم تكن موجودة.» «وكم مر من الوقت قبل أن يتبعه السيد ويكهام؟» «في اعتقادي ليس أكثر من ثانية أو اثنتين. وكما قلت يا سيدي، تمسكت به السيدة ويكهام وحاولت أن تمنعه من المغادرة، وراحت تصيح فيه بعد أن غادر. لكنه حين لم يعد وسمعت هي صوت الطلقات أمرتني أن أبدأ في التحرك، وأن نذهب إلى بيمبرلي بأسرع ما يمكننا. كانت تصرخ يا سيدي طوال الطريق وتقول بأننا جميعا سنقتل.»
قال دارسي: «انتظر هنا ولا تترك العربة.» ثم التفت إلى ألفيستون وقال: «من الأفضل أن نأخذ معنا النقالة. سنبدو كالأغبياء إن كانا قد ضلا طريقهما فقط، وكانا يتجولان من دون أن يصاب أي منهما بأذى، لكن تلك الطلقات تبعث على القلق.»
حل ألفيستون النقالة وجرها من العربة. ثم قال لدارسي: «وسنبدو حمقى بشكل أكبر إذا ما ضللنا نحن طريقنا. لكنني أتوقع أنك تعرف هذه الغابة معرفة جيدة يا سيدي.»
قال دارسي: «آمل أنني أعرفها جيدا بما يكفي لأجد طريق خروجنا منها.»
ولم يكن من السهل المرور بالنقالة عبر الشجيرات المتشابكة، لكن وبعد التباحث بشأن المشكلة، حمل ألفيستون القماش الملفوف على كتفه وانطلقوا.
ولم يجب برات على أمر دارسي بأن يبقى في العربة، لكن كان من الواضح أنه لم يكن سعيدا بتركه وحيدا، ثم انتقل شعوره بالخوف إلى الجياد التي بدا صهيلها واضطرابها لدارسي رفقة ملائمة لمغامرة بدأ يشعر بأنها طائشة. راح الرجال يشقون طريقهم في صف واحد عبر الشجيرات المتشابكة التي يكاد يكون اختراقها مستحيلا، وكان الكولونيل في المقدمة، وببطء كان الرجال يحركون مصابيحهم يمنة ويسرة ويتوقفون عند أي إشارة قد تشير إلى أن أحدهم مر من هنا، في حين كان ألفيستون يراوغ بأعمدة النقالة الطويلة بصعوبة تحت فروع الأشجار المتدلية على مستوى منخفض. كانوا يتوقفون بعد قطع بضع خطوات وينادون، ثم يتسمعون في صمت، لكن لم يكن هناك أي استجابة. أما الرياح - التي أصبحت مسموعة بالكاد - فقد توقفت فجأة وبدا وسط الصمت أن الحياة السرية للغابة توقفت بفعل وجودهم غير المألوف.
في البداية، ومن الأغصان الممزقة والمتدلية من بعض الشجيرات، ومن بعض العلامات التي قد تكون آثار أقدام، كان يحدوهم الأمل أنهم على الدرب الصحيح، لكن وبعد مرور خمس دقائق أصبحت الأشجار والشجيرات أقل كثافة، وكانت صيحاتهم لا تزال لا تجد جوابا، فتوقفوا لينظروا في أمر أفضل طريقة يكملون بها مسيرهم. وكان الرجال يسيرون باتجاه الغرب وعلى مسافة بضع ياردات من بعضهم البعض؛ وذلك خشية أن يفقدوا التواصل فيما بينهم في حال ضل أحدهم طريقه. والآن كانوا قد قرروا أن يعودوا إلى العربة بأن يتوجهوا نحو الشرق باتجاه بيمبرلي. فقد كان من المستحيل على ثلاثة رجال فقط أن يغطوا كامل مساحة الغابة الشاسعة؛ وإن لم يسفر تغيير الاتجاه هذا عن أي نتيجة فسيعودون إلى المنزل، وإن لم يعد ويكهام وديني إلى المنزل عند الصباح فسيستدعون الخدم وربما يستدعون الشرطة ليجروا بحثا أكثر شمولا.
Bog aan la aqoon