Qaamuuska Masar Hore
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Noocyada
الإله «حور» بن «إزيس».
ويعتبر الأستاذ «زيته» أن الأولى هي المقاطعة الخامسة عشرة، أما الثانية فهي المقاطعة الثالثة ومقرها «بحدت» (دمنهور الحالية). على أن هناك بعض العلماء يظن أن مقاطعة العجل «أبيس» هي المقاطعة الثالثة ويجعل عاصمتها «أمو» أو «بر-نب-أمو» (بيت سيد الأمو) وهذه المقاطعة على الحدود اللوبية
3
وهي أقدم من «هرموبوليس» التي في الصعيد (الأشمونين)، وكذلك الإله «سبك» (التمساح) الذي كان يعبد في مناقع غربي الدلتا في بلدة «سايس»، وكان يطلق عليه ابن الإلهة «نيت» كما ورد في متون أهرام الملك «وناس» آخر ملوك الأسرة الخامسة، وقد بقي اسم هذا الإله محفوظا إلى الآن في أسماء بعض القرى المصرية في الدلتا إلى يومنا هذا، مثال ذلك: «سبك الأحد» و«سبك الثلاث»، وكان الاعتقاد السائد في هذه الجهات أن هذا الإله يساعد على نمو النبات على كلتا ضفتي النيل، ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن التمساح يرى ملقى على شاطئ النهر وينسب إليه خصب الشاطئين. يضاف إلى ذلك أنه باعتباره ابن الإلهة «نيت» التي كانت تعد إلهة مائية أيضا، كان يضحك عندما يحل ماء الفيضان، ومن أجل ذلك كان لا حرج في أن تمثل هذه الإلهة وهي تعطي ثدييها إلى تمساحين دفعة واحدة.
ومن الحيوانات التي شاعت عبادتها في الدلتا البقرات والثيران، وهذا أمر طبيعي؛ لأن طبيعة أرض هذا الإقليم وخصبه تستدعي وجود هذه الحيوانات لحاجة الفلاح لها، فكان الثور يعبد في المقاطعة الحادية عشرة وعاصمتها «شدنو» (هربيط الحالية) وكان يطلق عليه اسم «ثور شدنو العظيم»، وقد كشف حديثا له عن مدافن في جبانة عظيمة موقعها «تل أبو يسن الحالي» وتدل الآثار التي كشفت على أن هذا المكان كان مدفنا للعجول والطيور التي كانت تقدس في هذه الجهة، وبخاصة الصقر الذي وجد منه عدد عظيم محنط ومدفون في مكان خاص بعناية زائدة وكثرة عظيمة، وربما كان من آثار عبادة الصقر في هذه الجهة بقاء ذكراه في بلدة «كفر صقر» القريبة من قرية أبو يسن هذه، وتدل مدافن هذا النوع من العجول على أنه كان معتنى به كثيرا في العصور المتأخرة حوالي الأسرة الثلاثين، والنقوش التي وجدت على توابيت هذه العجول ليس لها مثيل في تاريخ الديانة المصرية وخاصة أنها تكشف لنا عن صفحة جديدة في منازل القمر وأوجهه وعبادته في هذا العصر، أما في المقاطعة العاشرة فكان الثور يعبد فيها قديما على ما يظهر باسم الثور الأسود. وقد بقي الثور رمزا على اسم المقاطعة وعاصمتها «أتريب» (تل أتريب) وهو بنها الحالية.
4
أما في منطقة منف، فكان يعبد بصفته العجل «حابي» أي «أبيس»، والظاهر أن تقديسه كان قديما ولكن عبادته لم تتم إلا فيما بعد.
أما البقرات فكانت تعبد في منطقة «منف» (البدرشين)، وتقمصت روحها شجرة الجميز.
المتوفى وزوجه أمام شجرة الجميز ووسطها الإلهة «نوت» يتقبلان الخبز والماء للحياة الأخرى.
وكانت الجميزة في هذه الجهة تسمى شجرة جميزة الجنوب، وكان يعتقد أنها جسم الإلهة «حتحور» (البقرة) الحي على الأرض، وكانت الإلهة نفسها تسمى سيدة شجرة الجميز الجنوبية، وكثيرا ما يشاهد على الآثار المصرية رسم شجرة الجميز والإلهة مطلة من بين أغصانها على شكل امرأة، وبيدها أبريق تصب منه الماء للسابلة والأموات في وسط الجبانة، وقد بقي احترام الجميزة باقيا للآن؛ إذ تزرع بجوار المقابر يستظل بفيئها وتروى ظمأ الأموات كما هو الاعتقاد السائد الآن بين عامة الشعب، ويعد قطعها من الأمور المحرمة، أما في المقاطعة الثانية عشرة وعاصمتها «زبات-نثر» (سمنود الحالية)، ومعناها معبد الإله فكان يعبد فيها الإله «أونوريس» (أنحور) فكان يمثل إله الشمس في شكل إنساني «أوزير» محنطا، ويقال في الأساطير إنه هو الذي أحضر عين الشمس من بلاد النوبة، وقد حل محل الإله «شو» إله الهواء في أماكن مختلفة، والظاهر أن عبادته كانت حديثة في هذه الجهة.
Bog aan la aqoon