Qaamuuska Masar Hore
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Noocyada
والظاهر أن الحال كانت كذلك بالنسبة للمقاطعة الرابعة في الوجه القبلي، وذلك أن مدينة «الصولجان»، «واست»، (وهي طيبة فيما بعد) قد أطلقت اسمها على مقاطعتها ثم إلهها «منتو» (إله الحرب) على مدينة مجاورة وهي «هرمنتس» (بيت الإله منتو) أرمنت الحالية.
وفي أحوال أخرى تكون المقاطعة قد وجدت لأسباب إدارية، ولكن كان من الواجب على الإنسان في هذه الحالة أن يحسب حساب التقاليد الدينية التي كانت مرعية في البلاد منذ الأجيال المتعاقبة : فمثلا تدل الظواهر على أن المقاطعة الأولى من مقاطعات الوجه القبلي لم تكن في حيز الوجود قبل الأسرات المنفية، فلما أنشئت هذه المقاطعة لأسباب إدارية محضة أطلق عليها اسم «تاستت» أي أرض الإلهة «ستت»، وذلك على الرغم من أن مركز هذه الإلهة الأصلي كان في جزيرة «سهيل» الواقعة في جنوب المقاطعة، والخلاصة أنه كان لا بد من نسبة المقاطعة الجديدة إلى معبود ما بأي شكل كان محافظة على التقاليد. أما عاصمة هذه المقاطعة فكانت في «آبو» أي مدينة الفيل (الفنتين الإغريق)، وربما قد حفظ في ثنايا هذا الاسم ذكري قبيلة يرجع عهدها إلى ما قبل التاريخ، وهي التي نعرف رمزها الحيوان «الفيل»، أما الإله الذي أدخل في «آبو» فكان الكبش «خنوم» الذي اتخذ «ساتيت» في جزيرة سهيل إلهة خليلة، وهذا الترتيب الذي نشاهده في المقاطعة الأولى نفهم من تغييراته ثلاثة عناصر مميزة، ويحتمل أن تكون ثلاث مراحل في تكوين المقاطعة وتاريخها كما ذكرنا.
الفصل العاشر
آلهة المقاطعات
تكلمنا في الفصل السابق عن أصل منشأ المقاطعات وكيفية تدرجها ورقيها من الوجهة الإدارية، وكذلك تكلمنا عن أصل العبادات فيها وتقلباتها في كل مقاطعة. والآن سنتحدث عن آلهة هذه المقاطعات وعن الأسباب التي أدت إلى تقديس هذه المعبودات على اختلاف أنواعها بقدر ما تسمح به الأحوال.
وسنبدأ بآلهة الوجه البحري متتبعين مواقع نفوذ كل إله أو إلهة حسب طبيعة الإقليم الذي نشأت فيه تلك العبادات، والحقيقة التي لا مراء فيها أن الفكرة الدينية الأساسية كانت واحدة في كل أنحاء القطر، ولكن الخلاف في كيفية عبادة كل إله في كل مقاطعة، ولذلك لا نكون مغالين إذا قلنا إنه يوجد في مصر على وجه عام ديانات بقدر عدد المقاطعات.
ويجب أن نقرر هنا في بادئ الأمر أنه يكاد يكون من ضروب المستحيل أن يكون اعترافنا بتقسيم الوجه القبلي إلى 22 مقاطعة والوجه البحري إلى 20 مقاطعة، كما وصل إلينا من القوائم القديمة المختلفة، دالا على أنه كان في مصر في تلك العصور 42 حكومة مستقلة، بل الواقع أن كثيرا من هذه المقاطعات قد نشأ لأسباب إدارية، هذا إلى أن حدود هذه المقاطعات كانت تتغير حسب العصور، ولا يمكننا الآن أن نبحث في أصل كل مقاطعة وكيفية نشأتها، والوثائق لا تعوزنا لهذه البحوث في الوجه القبلي، ولكنها قليلة هزيلة وغامضة أحيانا بالنسبة للوجه البحري، ولذلك سنقتصر في بحثنا في ديانة مقاطعات الوجه البحري على ما تسمح به الوثائق التي بين أيدينا.
الإلهة «نيت» سيدة «سايس».
وأهم المعبودات التي ذاعت عبادتها في غربي الدلتا الإلهة «نيت» إذ كانت تقدس في المقاطعتين الرابعة والخامسة، وكان مقر عبادتها بلدة «سايس» (صا الحجر الحالية)، وهي عاصمة المقاطعة الخامسة، وقد انتشرت عبادة «نيت» في كل البلاد المصرية منذ بداية الأسرة الأولى، وكانت الإلهات في ذلك الوقت لهن الحق في وراثة الملك كما كان للمرأة في الشرائع الدنيوية، وقد جاء في النصوص القديمة عن هذه الإلهة ما يأتي: «نيت» الأم العظيمة للإله «رع» وقد ولدت في الأول، في الوقت الذي لم يكن قد ولد فيه أحد، وقد أصبحت فيما بعد على رأس الثالوث الذي كان يتألف من «أوزير» الزوج في «منديس» (تل الربع)، ومن ابنيهما «أرى-حس-نفر» الذي كان يمثل على شكل أسد وديع.
وقد قامت بأدوار أخرى سنتكلم عنها في حينها، وفي شمال هاتين المقاطعتين توجد مقاطعة الخطاف
Bog aan la aqoon