Qaamuuska Masar Hore
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Noocyada
في بداية الخرطوش السابق، وفيه الإشارتان التاليتان متفقتان في كلا الخرطوشين، ونحن نعلم في الإغريقية أن الطائر «إبيس» كان يرمز به للإله «تحوت» وعلى ذلك يجب أن يقرأ الخرطوش الثاني «تحوت-مس-س»، والواقع أن «مانيتون» قد ذكر لنا اسم الفرعون تحوتمس، وعلى حسب القبطية يفسر تحوت يلده أي: «ابن تحوت».
تحوتمس.
ومن ذلك الوقت فطنت عبقرية «شمبليون» إلى أن الكتابة التي على الآثار الفرعونية قبل العصر الإغريقي الروماني لم تكن حروفا أبجدية محضة كما في خراطيش بطليموس وكليوبترة، ثم إنها لم تكن إشارات رمزية فحسب، كما كان يعتقد الناس من قبل، بل إنها في الواقع كانت تحتوى على: (1)
إشارات رمزية أو تصويرية مثل «رع» و «تحوت». (2)
وإشارات صوتية قد تكون أحيانا مركبة من مقطع مثل «مس»، وأحيانا من حروف أبجدية مثل حروف «س».
والحقيقة أن الخطأ الذي وقع فيه أسلاف «شمبليون» والذي كان هو نفسه يشاركهم فيه إلى يوم وصوله إلى هذه الحقيقة، هو الاعتقاد بأن الكتابة الهيروغليفية أحيانا تصويرية بأجمعها أو صوتية بأجمعها، ولكن الواقع أن نظام هذه الكتابة هو - كما شاهدنا - نظام مركب؛ إذ إنها كتابة تصويرية ورمزية وصوتية، ونشاهد ذلك في جملة واحدة، بل في كلمة واحدة كما سبق شرحه.
وبعد ذلك تقدم شمبليون في حل الرموز، فضرب فيها بسهم صائب، ووضع لها قاموسا وأجرومية، ثم جاء إلى مصر، وقام فيها بسياحة علمية، ووضع مؤلفا جمع فيه كثيرا من النقوش المصرية سماه «آثار مصر وبلاد النوبة»، ولما عاد إلى بلاده عين أستاذ لكرسي الآثار المصرية، وقد أنشئ له خصيصا في كلية فرنسا، ولكنه كان قد أنهكه النصب في عشرة الأعوام التي قضاها في البحث المضني مما قضى على صحته، فمات في 4 مارس سنة 1832 تاركا وراءه للخلف من الباحثين أجروميته وقاموسه في اللغة المصرية القديمة.
وبعد أن وضع «شمبليون» النواة الأساسية لحل رموز اللغة، جاء بعده علماء من مختلف الجنسيات تقدموا كثيرا في دراسة اللغة وعلم الآثار، ولم يقفوا عند حد دراسة الظاهر منها، بل قاموا بحفائر كشفت عن كثير من النقوش والآثار الجنازية، مما ساعد على فهم عصور التاريخ وحضارة المصريين، ولا تزال هذه الجهود رغم مضى أكثر من قرن عليها تتقدم من يوم إلى آخر، وما زالت هذه الحفائر والأبحاث تطالعنا كل يوم بمعلومات جديدة تزيد في معرفتنا عن تاريخ مصر، وتنير الكثير من عصورها الغامضة، كما أنه من شأنها أن تصحح الكثير من الأخطاء والنظريات التي أتى بها العلماء السابقون.
والآن نلقي نظرة سريعة على جهود العلماء من مختلف الجنسيات، الذين كان لأبحاثهم وأعمالهم أثر ممتاز في تقدم علم الآثار المصرية:
أولا: الفرنسيون:
Bog aan la aqoon