Qaamuuska Masar Hore
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Noocyada
أما صناعة النسيج التي ظهرت بوادرها في العصر النيوليتي، فإنها أخذت تنمو وتتقدم منذ بداية عصر استعمال المعادن، وبقايا الأقمشة التي عثر عليها في مقابر البداري لا تزال خشنة الصنع ساذجة، ولكنها في الوقت نفسه كانت صلبة منظمة النسج، وهذه الأقمشة كانت تصنع ملابس، هذا إلى أن صناعة الجلود أخذت في التقدم. أما صناعة النجارة الدقيقة في هذا العصر، فلم يبق منها إلا بقايا لا تكاد تذكر، ولكن رغم ذلك فإن آثار أخشاب الأسرة التي عثر عليها في البداري، وبقايا توابيت عصر ما قبل الأسرات المتوسط والآلات النحاسية التي ظهرت خلال رقم 55 من التأريخ التتابعي، كل هذه الأشياء تدل على انتشار هذه الصناعة لتزيين مساكن عصر بداية المعادن.
ومن أهم مميزات عصر بداية المعادن صناعة الفخار؛ إذ بلغت قمتها في مصر، ولم يكن هناك منافس للفخار في هذا العهد إلا الأواني التي كانت تصنع من الأحجار الصلبة، غير أنها لم تكن منتشرة، بل في الواقع كانت نادرة؛ وذلك لأنها ثمينة. وفي الحق كان إنسان هذا العصر يصنع أواني من الفخار غاية في الدقة تدل على سلامة الذوق والمهارة الفائقة، وقد كان نمو أشكال هذا الفخار وتعدد زخرفته المتنوعة الأساس دعامة بنى عليها «فلندرز بتري» نظريته التي أطلق عليها التتابع التأريخي - كما أسلفنا - وقد جاء اكتشاف جبانة البداري منذ عهد قريب مكملا للحلقة الناقصة في هذا التتابع.
ويمتاز فخار البداري الذي حدد «فلندرز بتري» رقم 20-29 بوجود خطيطات متوازية تكون أحيانا دقيقة الصنع وأحيانا تكون خشنة، وهذه الخطيطات تغطي سطح الإناء. ومعظم الأواني التي وجدت في هذه الجهة حافتها سوداء، وكان يصنع الإناء باليد من غرين النيل المخلوط بالرمل ثم يوضع منكفئا على موقد فحم متأجج، فكان الجزء الخارجي من الغطاء المدفون في الفحم المتقد، وكذلك الجزء الداخلي من الإناء يتغير لونهما من فعل غاز الأكسيد إلى أسود لامع جميل، ولم يوجد من فخار البداري أنواع متعددة متنوعة كما وجد في «مرمدة»؛ إذ إن الأنواع التي عثر عليها إلى الآن تنحصر أشكالها في بعض أقداح طويلة أو قصيرة ذات حافة مستقيمة أو مستديرة أو بيضية، أو ذات قعر مسطح، ويشاهد في بعض الأواني النادرة حز في الحافة يشعر بأن إنسان هذا العصر أخذ يفكر في صنع إناء ذي عروة، وقد استمر استعمال الفخار ذي الحافة السوداء في جهات أخرى غير البداري إلا أنه أخذ في التلاشي، كما أخذت أشكاله تستطيل حتى رقم 40 من التأريخ التتابعي. أما الفخار الجميل ذو اللون الأحمر المصقول الذي أخذ يحل محله، فقد أضاف شكلا جديدا إلى سلسلة الأواني، وهو الإناء ذو الرقبة الضيقة والقعر المستوي وهو في شكله يشبه الزجاجة الحالية. وحوالي الرقم 35 من تأريخ التتابع ظهرت الجرة ذات الوسط المفرطح والعروة المتموجة والرقبة ذات الحافة، وهذا النوع من الفخار كان ظهوره بين 31-35 من التأريخ التتابعي، ويمتاز بأنه كان يزخرف برسوم ملونة بالأبيض تدل على حلية هندسية الشكل تشبه الفخار الأسود الذي ظهر في عصر «دير طاسا»، ولكن ظهرت عليه بعض أشكال آدمية ساذجة الصنع، وأشكال حيوانات ونباتات، وحوالي الرقم 40 من تأريخ التتابع، ظهر نوع جديد من الفخار يطلق عليه اسم الفخار المزخرف، وكان يصنع من عجينة نقية ذات لون صاف، ويمتاز بفرطحة وسطه وقصر رقبته، وفي معظم الأحيان تكون له حافة. أما قعره فمستو وكانت رقبته مزخرفة بخطوط بنفسجية شديدة السمرة، وكذلك كانت ترسم عليه أشكال حلزونية، ربما كانت تقليدا للأشكال الطبيعية التي تساعد على الأواني الحجرية الصلبة، وكان يرسم عليها كذلك أشكال شجر، وجماعات من الناس، وحيوانات من ذوات الأربع، وطيور طويلة السيقان، وخطوط متموجة تمثل المياه، وقوارب مجهزة بمجاديف، في وسطها حجرتان عليهما شارة، وهذا النوع من الفخار استمر حتى الرقم 65 من تأريخ التتابع، وباختفائه انتهى عصر الفخار الذي كان يتخذ للزينة وكماليات الحياة في مصر. أما نوع الفخار الذي أعقبه فكان من النوع العادي، ولكنه في الوقت نفسه أخذ في التدهور شيئا فشيئا حتى أصبح لا يختلف عن فخار العصر التاريخي العادي الصنع.
فخار ملون من طوخ «الوجه القبلي».
فخار ملون من عصر ما قبل الأسرات.
منظر ملون عثر عليه في الكاب بالوجه القبلي يرجع إلى ما قبل الأسرات.
رسم على فخار ملون يمثل جنودا بسلاحهم وزردهم من عصر ما قبل الأسرات.
صورة على فخارة ملونة من مقابر ما قبل الأسرات.
إناء من الفخار على شكل حيوان «طير» من عصر ما قبل الأسرات.
فخارة ملونة رسم عليها مركب وطيور من نقادة بمصر العليا.
Bog aan la aqoon