Qaamuuska Masar Hore
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Noocyada
6 (2-3) العصر الحجري الحديث
ويتلو العصر السالف عصر بداية المعادن، وهو عصر استعمال الحجر المصقول بعد التهذيب، وهذا العصر أقسامه مرتبكة ولا ضرورة للخوض فيها الآن. (2-4) عصر بداية استعمال المعادن
وهو عصر الانتقال؛ إذ في خلاله بدأ الإنسان يستعمل المعادن، وقد توالى فيه استعمال النحاس والذهب ثم البرنز فالحديد، على أن عهد استعمال الحديد في مصر كان شاذا بالنسبة للبلاد الأخرى، وذلك أن مصر في عهد أوج مجدها وسؤددها التاريخي بدأ يستعمل هذا المعدن فيها، ولم يكن معروفا من قبل. (2-5) مدينة العصر الحجري القديم
يعد هذا العصر العهد الذي وجد فيه أول أثر لبقايا الإنسان؛ إذ عثر فيه فعلا على بعض عظام بشرية وعلى الآلات التي كان يستعملها الإنسان، غير أنه من المستحيل علينا أن نحدد في أي عهد وقبل أي عدد من آلاف السنين قبل الميلاد ظهر الإنسان في العالم، وكل ما يمكن الجزم به في هذا الموضوع هو أن وجود الإنسان على ظهر البسيطة يرجع إلى أزمان سحيقة جدا، والتقديرات المعتدلة ترجع بظهور الإنسان إلى آلاف عدة من السنين، وفي خلال هذا العصر الطويل جدا قد حدثت تغيرات وتقلبات عظيمة ظاهرة جلية لا تقتصر على شكل الآلات وصناعتها ولا شكل الإنسان الذي كان يستعملها فحسب، بل تتناول كذلك التقلبات الجوية التي كانت تحيط به والتي كان من أثرها أن حدث تغير كلي في الحيوان والنباتات التي كانت تعيش وتنبت فيه، وهذا العصر الذي نحن بصدده يقع في أوائل الزمن الجيولوجي الرابع، وفيه حدثت في الجو تقلبات من بارد إلى حار كما أثبت ذلك علماء الجيولوجية.
ويتميز هذا الزمن بزحف الجليد الذي غمر الجبال الشامخة ثم تقهقر ثانية مما كان يسبب انخفاض درجة الحرارة، وكل ما يهمنا في ذلك هو أن العصر الحجري السفلي قد بدأ في نهاية عصر حدث فيه تقهقر جليدي ، على حين أن العصرين الحجري المتوسط والأعلى يتفقان مع الزمن الجليدي المتتابع، وبظهور العصر الحجري الحديث تبتدئ فترة تقهقر جليدي جديدة لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا.
العصر الحجري القديم السفلي
يمتاز هذا العصر بجو حار رطب يشبه جو المناطق الاستوائية الآن، غير أنه كان يميل إلى البرودة التدريجية، وهذه الحالة في أوروبا تنطبق على أفريقيا الشمالية أيضا، على أن الوصف الذي أوجزناه عن القطر المصري في فجر عصر ما قبل التاريخ يمكن تطبيقه على الأقاليم الواقعة شمال حوض البحر الأبيض المتوسط، ولدينا براهين عدة من حفريات العظام التي استخرجت من رواسب الزمن البلستوسيني (الزمن الرابع)، وقد عرفنا أنه كان ينمو في أوروبا في ذلك العهد حيوانات من ذوات الثدي، في وسط غابات كثيفة وعلى شواطئ مجاري مياه، وكانت عظيمة الحجم مثل جاموس البحر ووحيد القرن، والفيل الضخم والدب والضبع والغزال والحصان وغزال الأركس. وقد اختفى كثير من هذه الحيوانات الآن، على حين أن بعضها قد هاجر فيما بعد نحو الأقطار الاستوائية هاربا من شدة البرد الذي اكتسحه في الزمن الذي تلى هذا العهد.
وعثر على بعض بقايا بشرية مختلطة ببقايا حيوانات معاصرة، غير أن ما عثر عليه لم يكن إلا أجزاء من جماجم مثل فك «مور»
7
المشهور أو بعض عظام بسيطة، وقد سهل جو هذا الزمن المعتدل للإنسان أن يعيش في الهواء الطلق على شواطئ الأنهار والبحيرات أو في الغابات، وكان هذا الإنسان يتخذ أكواخا من فروع الأشجار مسكنا له. أما مقابرهم فيظهر أنها قلبت رأسا على عقب بفعل الفيضانات التي كانت تخرب هذه الجهات تخريبا ذريعا، ولذلك لم يعثر منها على آثار تذكر، مع أن هذه البقايا الضئيلة التي عثر عليها في الرواسب - وهي بلا شك - ذات قيمة عظيمة، قد عرفنا منها أن الجنس البشري في ذلك الوقت كان منحطا جدا، غير أن عدم العثور على هيكل تام لم يمكننا من إعطاء رأي قاطع في تركيبه الطبعي.
Bog aan la aqoon