159

Qaamuuska Masar Hore

موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي

Noocyada

وتشتمل إدارة (الشون) على إدارة خاصة «إست زفا» تسمى إدارة التموين، وهي تضمن المحافظة على المحاصيل القابلة للعطب التابعة للمالية العامة. وقد أصبحت مزدوجة في عهد الأسرة الخامسة ويديرها مدير إدارة التموين المزدوجة. وقد كان لهذه الإدارة فروع تدير المخازن المحلية يطلق على رئيس كل منها «مدير محل التموين»، أما القصر فكان له كذلك إدارة للتموين خاصة تابعة للقصر الملكي مباشرة.

على أن (الشون) ومخازن التموين لم تكن مقسمة إلى إدارات محلية فحسب، بل كان يعين وظيفة كل منها إذ نجد منذ الأسر الأولى مخازن الشعير ومخازن القمح، وموظفين مكلفين بالمحافظة على البلح، والعسل والخضر. وفي مرسوم «بيبي الأول» يذكر لنا إدارة الخبز.

الجمارك والتجارة الخارجية

تدل شواهد الأحوال على أن المحصولات التي كانت تجلب إلى مصر كان يفرض عليها ضرائب أو على الأقل كانت تحت مراقبة شديدة. إذ نلاحظ منذ الأسر الأولى أن حامل الخاتم كان مديرا للقوافل، وكان على ما يظن مكلفا بإدارة مرور القوافل التجارية، فقد كان أهل الواحات بصفة خاصة يحملون محصولاتهم بالقوافل إلى وادي النيل .

9

أهمية التجارة في دخل البلاد

ولما كانت الضرائب تجبى على مقدار الدخل، فمن المحتمل أن التجارة كان يفرض عليها جزية. وبخاصة إذا علمنا أن التجارة تلعب في مصر دورا هاما أكثر مما يمكننا أن نعرفه من النقوش الجنائزية، فقد كان الملاك الأغنياء يصدرون الحبوب، وكان في الدلتا عدة مدن تعد مراكز هامة للتجارة، واقعة عند ملتقى الطرق التي كانت تجارة الغلال تمر فيها وتربطها بالبلاد الأجنبية، ولا أدل على ذلك من متن الملك «خيتي» أحد فراعنة الأسرة التاسعة، إذ يذكر لنا صراحة ثراء بعض المدن فيقول: إن «أتريب» (بنها الحالية) يرجع ثراؤها إلى تجارتها في الغلال مع البلاد الأجنبية. ومع ذلك فإن البلاد في هذا العهد كانت في غاية الانحطاط

10

وقد كانت الأساطيل المصرية تبحر إلى ببلوص (جبيل) في هذا العهد وكذلك كان يجلب إلى مصر الزيد من جزيرة كريت. على أن أهمية الملاحة كانت مؤكدة في البلاد، وذلك باستمرار بناء السفن منذ الأسر الأولى.

وإذا صدقنا الأستاذ «بترى» فإن كل الصادر والوارد من التجارة كان مراقبا، ففي البر كان يراقبه سكرتاريون يدونون الوارد إلى مواني الشمال ومواني الجنوب.

Bog aan la aqoon