Qaamuuska Masar Hore
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Noocyada
نجد في الزمن الجيولوجي الأول أن التربة كانت تتألف من صخور شيستية متبلورة منها حجر «البرفير» والجرانيت ثم الديوريت.
ثانيا:
في الزمن الجيولوجي الثاني نجد أن التربة كانت تتكون من صخور رملية.
ثالثا:
ظهرت في بداية الزمن الثالث طبقات جيرية تحتوى على فواقع نومولتية.
والواقع أن الصخور الشيستية المتبلورة السالفة الذكر ينحصر وجودها في الصحراء الغربية وحول الشلال الأول، أما الصخور الرملية فإنها توجد في بلاد النوبة وفي الوجه القبلي حتى إسنا، وكذلك توجد في الأقصر وبالقرب من القاهرة وفي الواحة الخارجة.
أما الطبقات الجيرية فقد تكونت منها الصحراء اللوبية، وكذلك المرتفعات التي تحف نهر النيل من بداية مدينة الأقصر إلى القاهرة.
ولا جدال في أن الكتل الكثيفة الصخرية من الحجر النوبي الرملي التي تتألف منها تربة أرض مصر، قد مرت عليها تقلبات جيولوجية كثيرة؛ إذ كانت في الواقع تغطى جزئيا بالماء أحيانا ثم تظهر ثانيا، مما سهل للبحر الجيري ثم البحر النيوموليتي أن يتركا رواسبهما على السطح، ويكونا طبقات جيرية كثيفة من الجير، وهي التي تغطي في كل مكان طبقات الحجر النوبي الرملي من إدفو إلى بداية الدلتا، وبعد ظهور هذا الإقليم من الماء نهائيا - وقد حدث ذلك بعد العهد الأيوسيني - نجد أن الإقليم الشاسع الذي أطلق عليه فيما بعد مصر قد ظهر، غير أنه شوهد في سطحه ميل مزدوج، خفيف من ناحية، ومنحدر من الناحية الأخرى، ويتجه الميل الأول من الجنوب إلى الشمال حسب اتجاه النيل، أما الميل الثاني فإنه أشد انحدارا، ويبتدئ من الشرق إلى الغرب أي من شواطئ البحر الأحمر إلى إقليم الواحات. وهذان الميلان في طبيعة أرض الوادي يرجع سببهما بلا نزاع إلى الظواهر البركانية التي حدثت في الجهة الشرقية منه وفي إقليم السودان، ولا شك أن نتائج هذه الظواهر عظيمة جدا من الجهة الجغرافية، لأنها كبقية التغيرات التي كان لا بد لسطح الوادي أن يخضع لها بفعل تأثير مياه النهر.
والواقع أن نهر النيل قد شق مجراه في هذه الهضبة غير المتكافئة في ارتفاع جبالها، بخط يكاد يكون مستقيما، وكون منها منطقتين منفصلتين تختلفان اختلافا بينا من حيث الارتفاع والشكل. إحداهما شرقية، وهي التي تسمى صحراء العرب، ويمتاز تكوينها الطبيعي بأن جبالها تصل إلى ارتفاع عظيم بالقرب من الشاطئ ثم تنحدر تدريجيا نحو الوادي. أما المنطقة الثانية فيطلق عليها اسم صحراء ليبيا، وتبتدئ بتلال قليلة الارتفاع تسير مع السهل الرملي وتنتهي بعدة منخفضات، يصل مستوى بعضها أحيانا إلى أقل من مستوى البحر، ويطلق على هذه المنخفضات اسم الواحات.
وعلى هذا النحو تكون هيكل بلاد الفراعنة في الزمن الجيولوجي الثالث، وفي نهاية هذا الزمن وبداية الزمن الجيولوجي الرابع أخذت العوامل الجوية تؤثر بفعلها حتى نحتت في سطح هذه الهضبة وادي النيل الحالي . إذ كانت تتساقط في هذه الجهة سيول جارفة يمكن أن نعرف مقدار عظمها وشدتها من الأمطار الاستوائية الحالية، وقد كونت هذه الأمطار عدة مجار من الماء، قامت مقام العمال في نحت وديان عدة في الصخور، وهذه الوديان قد جف ماؤها منذ أزمان سحيقة، غير أن أماكنها لا تزال باقية إلى الآن دالة على وجودها رغم نضوب الماء منها.
Bog aan la aqoon