Qaamuuska Masar Hore
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Noocyada
الملك «سيتي الأول» يتعبد إلى أبي الهول، وفي الأسفل شخص يتعبد إلى أبي الهول بصفته «حول» أو «حور إم آخت» (حرمخيس).
أبو الهول في شكل صقر، وقدس في النقش بصفته «حورنا» أو «حور إم آخت».
وأدهش ما كشف في هذا المكان أن قوما من الكنعانيين وفدوا على مصر، وسكنوا في منطقة أبي الهول في عهد الدولة الحديثة، ومن المحتمل جدا أن ذلك كان في أواخر الأسرة الثامنة عشرة كما تدل على ذلك لوحة الفرعون «آي» من أواخر فراعنة الأسرة الثامنة عشرة؛ إذ جاء فيها أنه اقتطع ضيعة للحيثيين في هذه الجهة، وقد دلت اللوحات المكشوفة على أن هؤلاء الكنعانيين «أو السوريين» كانوا يسكنون في هذه المنطقة في بلدة سميت باسم إلههم الذي كانوا يعبدونه في بلادهم، وأعني بذلك الإله «حورون»، وهذا الإله كان يمثل عندهم بشكل صقر، ولما كان أبو الهول عند المصريين ، وبخاصة في عهد الأسرة الثامنة عشرة يسمى «حور إم آخت» أي «حور الأفق»، وكان يمثل بصقر، فقد راعى فيه هؤلاء الآسيويون أنه يمثل إلههم الذي تركوه في بلادهم، ولذلك أطلقوا على أبي الهول اسم «حورنا» أو «حورون» أو «حول» هو «حور إم آخت»، ومن ذلك يتضح جليا أن الاسم الجديد الذي أصبح يطلق على هذا التمثال هو اسم سامي الأصل، ولا غرابة في أن المصريين عبدوا الإله «حورنا» أو «حورون» في مصر، ووحدوه مع أبي الهول، فإن ذلك له ما يمثله في هذا العصر؛ إذ عبد الإله «ستخ»، وهو آسيوي الأصل في مصر، وأصبح موحدا مع الإله «ست» إله الحرب، وكذلك الإلهة «عشترت»، فهي إلهة سورية نقلت عبادتها إلى مصر، ووحدت مع الإلهة «حتحور»، وهكذا كان بعض الملوك في فترة فتوحهم العظيمة يقربون بين البلاد السورية ومصر بكل الوسائل. ثم أطلق هؤلاء القوم على الحفرة التي فيها أبو الهول اسم «بر-حول» (بيت حول)، ومن ثم جاء اسم أبي الهول، ومن ذلك يتضح أنه ليس هناك أي علاقة بالمعنى الذي نعطيه لأبي الهول في عصرنا هذا بأنه صاحب الفزع، والحقيقة - كما ذكرنا - أنه اسم مصري سامي يرجع عهده إلى أواخر الأسرة الثامنة عشرة عندما جاء هؤلاء القوم الآسيويون ووحدوه في إلهم «حورون» أو «حول»، ومن الطريف أننا وجدنا لوحة أقامها «تحتمس الرابع»، نجد فيها أنه حبس على هذا الإله بعض الضياع في فينيقيا ليقدم منها قربانا له يوميا؛ أي إن الملوك أنفسهم كانوا يعبدون هذا الإله، ويقال إن اسم الملك «حورن أم حب» يحمل في تركيبه اسم هذا الإله. هذا وقد تعبد إليه «رعمسيس الثاني» صراحة، وكشفت لهذا الإله مجموعة تماثيل في جهة «تانيس» مثل فيها هذا الإله على شكل الإله «حور» ومعه «رعمسيس الثاني»، ولكن اسم الإله لم يكتب «حور» بل كتب «حورنا»، ولا أدل على وجود مستعمرة من هؤلاء الكنعانيين في هذه الجهة من اسم القرية التي كانوا يقطنونها في ذلك الوقت، وقد بقي لنا محفوظا بنصه في اسم قرية صغيرة بالقرب من أبي الهول في جنوبه الشرقي وبينهما كيلومتران ونصف، وهي تسمى الآن «الحارونية» نسبة إلى الإله «حورنا»؛ أي أبو الهول كما ذكرنا، وهي تنقسم قسمين؛ الحارونية القبلية والبحرية، وقد جاءت النقوش مؤكدة لذلك؛ إذ وجد على لوحة من اللوحات «حارونية» بالمخصص الذي يدل على لفظة بلد في اللغة المصرية القديمة، وهي نسبة إلى الإله «حورون»، وقد بقيت شخصية هذا الإله «حورنا» مجهولة عند علماء الآثار حتى جاء العالم «فيرولو» سنة 1837، ونشر قطعة من قصيدة شعر «رأس شمر» وقد ظهر فيها اسم الإله «حورون» بصفة قاطعة، وظهر أنه كان يعبد في «صيدا».
ومن ذلك يتضح أن أبا الهول ذلك اللغز العظيم قد اشترك في عبادته، وتقديسه بصفته إله الموتى، وحارس الجبانة السوريون والمصريون على السواء.
ولا نزاع في أن أبا الهول كان يمثل الإله «رع» عند الغروب أي «آتوم»، وأنه كان يعتبر في نظر القوم بأنه حارس الجبانة؛ إذ ورد على تمثال له ما يأتي، مخاطبا المتوفى:
إني أحمي مقصورة مدفنك، وإني أحرس حجرة دفنك، وإني أقصى كل أجنبي يريد اقتحامها، وإني أقضي على الأعداء بسلاحهم، وإني أقصي المؤذي عن قبرك، وإني أصرع أعداءك فلا يعودون إليه قط.
وتدل كل الآثار التي كشفت في هذه المنطقة حتى الآن، على أن أبا الهول هو الإله الذي يحرس الموتى في الغرب، وأنه مظهر الشمس عند غيابها في الأفق، وسنكتفي هنا بهذا القدر عن أبي الهول؛ إذ خصصنا له بحثا خاصا في مجلدين ضخمين سننشرهما عندما تتهيأ الأحوال لذلك إن شاء الله. (4) منكاورع
خلف «خفرع» على عرش مصر الفرعون «منكاورع»، وبقي على أريكة الملك أكثر من عشرين عاما، ومن المحتمل أنه ابن خفرع، وعلى أية حال فإن والده ترك له المشاحنات التي قامت بينه وبين أسرة «ددف رع»، ويظن أنه الذي أكمل مقابر أسرة والده، ومقبرة والدته «خع مرر نبتي» في الصخرة الواقعة في الجنوب الشرقي للهرم الثاني، ولما استتب له الأمر أخذ في الاستعداد لبناء هرمه الصغير بالنسبة لهرمي خوفو، خفرع، غير أنه وضع تصميمه على أن يكسى بجرانيت أسوان الأحمر بدلا من الحجر السلطاني الأبيض الذي كان يجلب من طرة، ومع ذلك فقد كانت تكاليفه أقل بكثير من تكاليف أهرام أسلافه. غير أنه أثناء قيام هذا العمل مات «منكاورع» فجأة، وكان الهرم في تلك اللحظة قد كسي إلى نحو الثلث أي (16 مدماكا)، ومعبده الجنازي قد كسي جزء منه من الخارج، وكذلك حجرة القرابين فقد كسيت بالجرانيت الأحمر والأسود. أما معبد الوادي فإنه لم يتم في عهده وأتمه من بعده «شبسكاف» باللبن، ووضع في المعبد كل أدواته من تماثيل وأوان، غير أن بعضها غير تام، وتدل الحجر الداخلية في هذا الهرم على حصول تغيير في تصميمها أثناء سير العمل، وقد دخل اللصوص هذا الهرم عام 1226 ميلادية وقد وجدوا تابوته خاليا ... ووجدوا في هذا التابوت (لا بد أن يكون تابوتا آخر) بعد أن كسروا غطاءه، بقايا جسم إنسان من غير حلي ما، اللهم إلا بعض ألواح ذهبية مكتوبة بحروف لا تفهم، وفي عام 1837 دخل الكولونيل «هاوردفيس» حجر هذا الهرم، فوجد في الحجرة العليا قطعا من تابوت خشبي تعزى إلى «ملك الشمال والجنوب منكاورع حيا إلى الأبد» ومعه بقايا إنسان ملفوف في ثوب من الصوف الخشن لونه أصفر، وقد وجد كذلك في الحجرة السفلى تابوت من البازلت، وهو الذي خيب آمال لصوص سنة 1226، وقد نقل التابوت وبقايا الجسم إلى المتحف البريطاني. أما التابوت البازلتي فإنه شحن إلى إنجلترا، ولكن السفينة غرقت به في «لجهورن» في 12 أكتوبر سنة 1838، ولا يزال في قعر البحر إلى الآن.
وقد كشفت لنا حفائر الدكتور «ريزنر» في معبد الوادي ل «منكاورع» عن نفائس فنية ودينية، وهذه المجموعة تعد أنفس مجموعة وجدت في الدولة القديمة من الأسرة الرابعة. ومن بينها مجاميع إلهات المقاطعات، وكذلك تمثالان ل «منكاورع» وزوجته في قطعة واحدة بالحجم الطبيعي تقريبا من الجرانيت، وهما يعدان أجمل قطع في الفن المصري في هذا العصر، ولم يصلنا شيء عن بعثات هذا الملك للخارج سواء أكانت للفتح أم لقطع الأحجار. وأهم وثيقة وصلت إلينا من عهده عثر عليها في مقبرة أحد كبار موظفيه المسمى «دبحن» وفيها يقص هذا الموظف الكبير كيف أن مولاه قدم له خمسين عاملا لبناء مقبرة خادمه الأمين، وهذه المنحة وإن كانت تعتبر في أعيننا شيئا قليلا لكنها أكبر خدمة يقدمها الملك إلى رجل خدمه بصدق وأمانة، وقد تعطف عليه «منكاورع» بذلك حينما كان جلالته على الطريق التي بجانب هرم «حر» يتفقد حال العمل في هرمه المسمى «المقدس» وهو اسم الهرم الثالث. أما هرم «حر» فلا بد أن يكون هرما آخر له علاقة ب «منكاورع» من جهة ما، وقد ظن البعض أن «منكاورع» كان له هرمان كبعض أسلافه مثل «سنفرو»، وهذا غير مطابق للواقع، والحقيقة أن هرم «حر» هو هرم ابنته «خنت كاوس»، وفعلا عثرنا على الطريق التي تربط الهرمين ببعضهما، وقد كشف منه جزء. وقد سمي هرمها «حر»؛ أي العالمي من مسميات الأضداد؛ إذ الواقع أن هرم الملكة «خنت كاوس» في منخفض، وسنتكلم عليه فيما بعد.
ومن الطريف أنه جاء في نقوش «دبحن» هذا أن الملك أمر بإحضار بابين وهميين من الحجر، وكذلك كتلتين لواجهة المقبرة، وتمثال بالحجم الطبيعي لتقام في مقبرته، وقد وجدت كل هذه الهدايا التي أمر بها الملك في مقبرة «دبحن» عند الكشف عنها في عام 1934، غير أن التمثال لم يوجد منه إلا بقايا مهشمة وفي عهده أرسل ابنه «حرددف» ليفحص المعابد المصرية بأجمعها، وقد كشف هذا الأمير في الأشمونين الفصلين 30 و64 من كتاب الموتى «كما في النسخة الصاوية»، وكان «منكاورع» يعرف في الأزمان التي تلت عهده بأنه رجل تقي، وكان يحترم ويقدس كحكيم من الحكماء في عصر الرعامسة. (5) الملك شبسكاف
Bog aan la aqoon